حوار من أجل الحوار / الحاج ولد المصطفي

 الحاج ولد المصطفيظلت منسقية المعارضة تطالب برحيل نظام محمد ولد عبد العزيز بعد أن أدركت أنه لا سبيل للتعاطي معه سياسيا وفشلت حوارات دكار في جعله يقود نظاما ديمقراطيا توافقيا ، كانت مبررات شعار الرحيل واضحة للمناضلين من أجل الديمقراطية ،

 واستمرت أزمات نظام الحكم في التصاعد وقرر دخول انتخابات بلدية وبرلمانية مع طرف المعارضة المحاور ، فما المانع من بقاء المعارضة متماسكة خلف شعار الرحيل ؟ولماذا لا نعطي الفرصة لأحزابنا منفردة لتدخل الإنتخابات؟

كنت – ولا أزال – أجزم أن طبيعة النظام العسكري الحاكم لن يغيرها أي حوار مهما أتيح له من الوقت والجهد وأن مطلب الرحيل أملته معطيات محلية وإقليمية ودولية وهو معطي سياسي وثوري يحق للشعب الموريتاني أن يتمسك به ويناضل من أجله.

لقد ولي عهد الدكتاتوريات العسكرية وانكشف القناع عن زيف دعايتها وظهر ولاؤها الخارجي وأهدافها من وراء الديمقراطية ، كانت ظاهرة الإنقلابات في الدول العربية شيئا عاديا في ظل أنظمة تدعي المقاومة وترفع شعار حرية الأوطان وتضع القضية الفلسطينية علي رأس أولوياتها، لكن الأمور تغيرت وما كان يعتقد أنه (أسد ظهر أنه أرنب) وبرزت إرادة الشعوب في ثورات الربيع العربي وحطمت آمال الغربيين في رهانهم علي أنظمة الشرق الأوسط والمغرب العربي وتوالت انتصارات الشعوب العربية حتي طلع علينا عسكر "السيسي وعزيز" في نسخة جديدة عصفت بالإنجازات و بالشرعيات وخلعت القناع وواجهت الشعوب المناضلة بفاجعة احتضان المشروع الأمريكي-الصهيوني والتنكر لإرادة الشعب والتلاعب بها والإستهتار بثورته ونتائجها المبهرة في شفافيتها ونصاعة انتخابها في مصر العروبة والإسلام.

هذه الوقاحة وما يصاحبها من بطش عنيف يراد لها أن تثني إرادة الشعوب العربية وتخمد جذوة ثورته و تثبط عزيمة شبابه في الإنتصار علي الطغيان ومسايرة الشعوب الحرة والديمقراطية .

إن الربيع العربي كشف لنا عن حقائق كثيرة لم يعد للعرب بد من الإنطلاق منها في مسيرتهم النضالية:

إن عقيدة العسكر لم تعد مؤسسة علي قتال العدو أو تحرير الأوطان .

إن قرونا من الدراسة والتكوين في مدارس الغرب قد رسخت عقيدة جديدة قائمة علي حماية أمن الآخرين من خلال مفهوم (الحرب علي الإرهاب) ومعاداة قيم الشعب العربي المسلم من خلال (فوبيا الإسلاميين) والإرتهان لسياسات الغربين وأتباعهم من المثقفين اليساريين والقوميين .

إن الأنظمة العسكرية في مصر وموريتانيا تسعي لإعادة إنتاج الماضي من خلال تزيف الحقائق والتستر خلف مرتزقة المناصب والمقاعد الإنتخابية وكل المتمصلحين والأغبياء من العامة والخاصة .

والشعارات التي ترفعها أنظمة القوة العسكرية هي مجرد (سراب بقيعة ) لايسقي من عطش ولا يغني من جوع.

كيف يمكن أن تلدغ المعارضة من جحر مرتين؟

الحوار مع ولد عبد العزيز في دكار وفي حضور منظمات وهيئات العالم كله هل أفضي إلي ممارسة ديمقراطية حقيقية؟

ألم نتوصل جميعا إلي قناعة راسخة بأن الحل الوحيد هو (الرحيل)؟

مالذي تغير؟

انتخابات في ظل الأزمة ،تشارك فيها بعض أحزاب المعارضة أو كلها ، مالمانع ؟

لقد قلنا ونكرر إن الإنتخاب حق دستوري ومكسب تحقق بفضل نضال الأحزاب الديمقراطية والمحافظة عليه جزء من التمسك بالديمقراطية وكان الأجدر بنا أن نتيح لكل حزب تقرر هيئاته القيادية المشاركة بأن يحاور الحكومة في ما يطلب لمشاركته من ضمانات وتبقي المنسقية متمسكة بما يجمعها وهو مطلب الرحيل ويستمر نضالها لإسقاط النظام سواء من شارك ومن لم يشارك .

إن الدخول في حوار جدي مع نظام يرفضه الواقع وتكرهه الشعوب أمر مرفوض بكل مبررات النضال الذي يجمعنا و الإنتخابات أمر عادي لا يجب أن يدفعنا إلي التخلي عن الثوابت.

 

الحاج ولد المصطفي [email protected]

30. سبتمبر 2013 - 8:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا