جريمتنا الجماعية في اغوانتانامو / أحمدو ولد الوديعة

على نهجنا الوطني الأصيل قليلون جدا منا من خارج دائرة العائلات المكلومة من يهتم بمأساة الموريتانيين المختطفين في معتقل اغوانتانامو سيئ الصيت محمدو ولد صلاحي وأحمد ولد عبدالعزيز؛ فنحن – ولافخر - أوفياء للقاعدة العميقة في وجداننا التي تعتبر أي ضرب ليس على رأس الواحد كما لو أنه في الجدر " خبطة ماه فيك كيف ال فجدر"

.. حقا إنها الجدر وحدها هي ما يمكن أن يغيب عنه الإحساس بالمعاناة والفجيعة والظلم الذي تشعر به أسرتا محمدو ولد صلاحي وأحمد ولد عبد العزيز الواقعتين تحت تأثير مزمن لجرم ذوي القربي، واعتقد أنكم توافقون على أن جرم ذوي القربة أشد مضاضة من ظلم ذوي القربى؛ فالظلم قد يقع عن طريق الخطأ، وقد يقع من دون سبق إصرار وترصد ونيه للإيذاء أما الجرم المشهود فهو درجة مضاعفة من الظلم هو الظلم مضروبا في قصد الإهانة، ونهج بيع البشر، وسلوك السخرية من معاناة الضحية، هو لمن يحتاج دائما للمثال كي يفهم الحال الواقع على المواطنين الموريتانيين المحجوزرين في اغوانتانامو محمدو ولد صلاحي وأحمد ولد عبدالعزيز

رغم كل المعاناة والألم تحتفظ أسرتا الضحيتين بمستوى عال من الصبر والتوازن و الإنصاف، فقد اختارت المبادرة الشبابية التي أخذت على نفسها مهمة حمل هذه القضية العادلة، عنوان "قضية المعتقلين الموريتانيين في اغوانتانامو بين النسيان والتناسي"، ولو أن الشباب أخذوا رأيي في العنوان المناسب لندوتهم السابقة أو لأي ندوة قادمة لاقترحت عليهم أن يكون العنوان " جريمتنا الجماعية في اغونتنامو" وهو عنوان – أزعم - أن لامكان للإثارة أو المبالغة والشطط فيه بل إنه التوصيف الأكثر دقة للحالة موضوع الحديث.

هي جريمتنا الجماعية نعم ؛فالمهندس محمدو ولد صلاحي باعه نظام ولد الطائع بثمن بخس وهو فيه من الزاهدين، وسكتت عن بيعه الحكومات التي تعاقبت بعد ذلك، ويخرس عنه النظام الحالي ويبخل عليه وعلى رفيقة بمجرد طلب جدي ومسار فعلي لتسلمه كما فعلت اغلب دول العالم مع رعاياها الذين كتب عليهم يوما ما الولوج إلى سجن خليج الخنازير، أما احمد ولد عبدالعزيز الذي تولى كبر نخاسته نظام عسكري آخر وجنرالات أخر لهم نسب وطيد مع عسكرنا وجنرالاتنا، فلم يشفع له رحمه القريب في نظام من خصاله المعروفة الحرص الكبير على صلة الرحم.

هي جريمة أيضا شاركت وتشارك فيها النخب السياسية والحقوقية والإعلامية في قطاعها الأغلب مع استثناءات لاتقدر مع أهميتها ونوعيتها وصدقية أصحابها على تعديل الصورة الكلية التي تطبق عليها حالة من الصمت الجداري الفاضح والمزمن.

إن توبة جماعية مستجمعة لشروط التوبة النصوح هي وحدها ما يمكن أن يغسل عنا عار جريمتنا الجماعية في اغونتنامو، وهنا اقترح خطوتين عمليتين منطلقا لمسار التوبة الجماعية

-إعداد وثيقة وطنية عن القضية وتوقيعها من طرف جميع القوى السياسية والمجتمعية، وتسليمها على الفور للحكومة الموريتانية والحكومة الأمريكية وممثلية الأمم المتحدة، وهي وثيقة لابد أن تكون شديدة الوضوح في إدانة ما تعرض له الشابان ولد صلاحي وولد عبدالعزيز من بيع وتعذيب وإهانة، وفي التأكيد على أن قضيتهما قضية وطنية تهم كل الموريتانيين ويعتبر كل الموريتانيين أن حلها أولوية وطنية.

- تشكيل وفد من البرلمانيين والإعلاميين والحقوقيين للسفر فورا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمباشرة الضغط الضروري على صناع القرار الأمريكيين لتسليم مواطنينا المظلومين بشكل فوري مع اعتذار للشعب الموريتاني وتعويض لعائلات الأخوين عن معاناتهما.

اثتني حولا من المعاناة زمن طويل خلف كلوما وجراحا غائرة في أسر المعتقلين؛ زمن ارتقت فيه والدة محمدو ولد صلاحي صبرا، وهاهو نجل ولد عبدالعزيز يرقد في مستشفيات الهند مخذولا من بلده ومجتمعه... ألا تكفي هذه الحصيلة الباهظة من الدموع والأرواح والقيم في جعلنا نحس بالألم والظلم والجرم الواقع على إخواننا في الدين والوطن.. إنهم منا وليسوا من الجدر.

1. أكتوبر 2013 - 17:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا