يجري في هذه الأيام لقاء مارتوني بين قيادات مما يسمى " الأغلبية " وأخرى من المنسقية ، مازال متعثرا دون نتائج نهائية في الوقت الراهن على الأقل.ومما يعاب في – نظر البعض – على هذا الحوار أنه تعبير شبه صريح عن فشل مشروع ترحيل النظام الاستبدادي القائم ، والتحول إلى التوسل للحصول على تمثيل انتخابي – ولو كان محدودا -
إثر حوار مهين مع الخصم المتغلب ، المزهو كثيرا بما حصل في مصر بعد انقلاب 2 يونيو 2013 .
وقد لايدرك بعض المعارضين الراديكاليين ، بوعي عميق ،أن أي نتيجة بعد هذا الحوار المهين وغير المتكافئ، ستكون هشة وضربة قاصمة ،لما بقي من مصداقية المنسقية ،إن صح الإطلاق .
ولعل المنسقية ،في الوقت الراهن ، في وضع لاتحسد عليه .
فإن لم تشارك في الانتخابات أقصيت ، وإن شاركت تضررت كثيرا، معنويا وسياسيا ، وذهب بريق شعار الرحيل التصعيد إلى الأبد .
وأعطت صك اعتراف للنظام الفاشل بالشرعية والتغلب .
وساهمت في المزيد من حصار الشعب وتجويعه ، واستفراد عزيز وزمرته بحكم الوطن وبيضته إن الجلوس إلى عراب الانقلابيين مولاي ولد محمد لغظف إهانة للشارع السياسي المعارض الراديكالي ، فمن باب أولى العبث ببعض لحظات العمر الغالي ، في حضرة بعض الببغاوات المزمرة بمدح النظام الانقلابي والثناء عليه .
إن المنسقية بحاجة لمراجعة سير النضال السلمي المشرف الضاغط ، خصوصا في مصر في الوقت الراهن ، وليس الاكتفاء بدروس صلح الحديبية وحدها رغم حتمية اللجوء إليها أحيانا .