أفلام .. العودة لإنتزاع الجنوب / محمد فاضل عبد الرحمن

altحين عودة رئيس أفلام لمطار أنواكشوط، أكد في مداخلته للصحافة الوطنية بأنه جاء ليساهم في تمنية موريتانيا و وحدتها، لكن سرعان ما تكشفت نواياه الحقيقية حين عاد بعد عدة أيام ليطالب باستقلال ذاتي للجنوب الموريتاني على الطريقة السودانية، مظهرا بذلك حقيقة و أهداف عودته للوطن.

فماهو يا ترى الهدف من هذه التصريحات المتناقضة ؟

و من سيستمع لرجل أتعبه المنفى، منفى لم يستوعب يوما المواطنين الموريتانيون الهدف من ورائه و لم يكن ذات يوم لصالح الوطن.

الرجل غادرنا طواعية و أمضى 20 سنة، في فرنسا جمع خلالها أموالا طائلة تتراوح ما بين 20 و 30 ميلون أورو، في حسابات خاصة به في فرنسا، هذه الأموال أعطيت له من عدة جهات دولية، لهدف واحد، "المساهمة في تحسين ظروف عيش الموريتانيين السود الذين تضرروا، بحسب ما يقدمه لتلك الجهات، لمضاعفات المحاولة الإنقلابية لعام 87 و حرب السنغال و موريتانيا لعام 89. و رغم ذلك فإن المتضررين من أحداث عام 87 و كذلك المواطنين الذين قضوا ردحا من الزمن في السنغال لم يحصلوا يوما على الدعم من محصلية أفلام الدولية تلك.

فبدلا من أن يلتزم القائد الطموح لأفلام بما وعد به السلطات الموريتانية بدل بالقول أنه يريد دولته الخاصة في جنوب موريتانيا.

ما لم نفهم حقيقة في خطاب الرجل، التزامه بضمان الوحدة الوطنية و مطالبته بتقسيم البلاد. و بهذا يكون هذا القائد قد تجاهل أمرين أساسيين :

أن الوضعية الاقتصادية للجنوب ليست ملائمة لانعدام الموارد الطبيعية، و خصوصا البترول و الغاز، و الحديد و كذلك الأسماك لعدم وجود ساحل بحري.

أكثر سكان المناطق الجنوبية من الفقراء و يمثلون نسبة 80 في المئة من فقراء موريتانيا.

ليس هذا فحسب بل إن الدول المجاورة للجنوب تعتمد على أنواكشوط للولوج للمحيط و الأسماك، المادة الأولى استهلاكا في مالي و السنغال.

السؤال الذي يمكننا طرحه على الأستاذ تيام، كيف تتصورون أن الجنوب الفقير من موريتانيا يمكن أن يقارن مع الجنوب السوداني الغني بالنفط؟

سيناريو الجنوب السوداني لا يمكن أن يطبق على التراب الوطني لسببين رئيسين :

الجنوب الموريتاني ليس حكرا على عرق معين كما تتصورون

الجنوب الموريتاني لا يختلف مع بقية الوطن في معتقده الديني

على العكس من ذلك فالجنوب الموريتاني مرتبط بشكل وثيق مع المريدين و المشايخ الذين لهم أيضا مناصرون في كل بقاع موريتانيا.

سؤال آخر يطرح نفسه و يجب أن يطرح على الأستاذ تيام :

طلب كالذي تقدم به الأستاذ تيام يجب أن يطرح على السكان في الجنوب، فهل وجد الأستاذ تيام الوقت الكافي ليتواصل مع هؤلاء السكان ليحصل على دعمهم في مسعاه ؟ أم أنه يتتبع ببساطة خطى القائد بيرام الذي جعل من نفسه حاميا لوحدة لحراطين و متحدثا باسمهم دون تنصيبهم و عدمهم ؟

إذا لم يكن ذلك هو الحال فهل يستطيع استاذ أتيام أن يخبرنا، كيف ننجح في مسعانا إذا لم نكن مدعومين سياسيا من قبل السكان ؟

مرة أخرى هل فكرتم، أستاذ تيام أن حرية التعبير تصل لدرجة تسمح بخرق فقرات الدستور الذي تستمد منه القوانين شرعيتها، و التي لا أتصور أنكم تجهلونها، و خصوصا ما يتعلق بوحدة التراب الوطني المحمية بشكل تام في الدستور الموريتاني، الذي صادق عليه كل الموريتانيين، بما فيهم أهل الجنوب ؟

من ناحية أخرى، هل استغليتم زيارتكم للولايات المتحدة الأمريكية في العام 2012 لتحصلوا على دعم أخيكم باراك أوباما لدى الأمم المتحدة؟

و إذا كان الأمر كذلك فهل فكرتم أن الحملة المفترضة للإستقلال الذاتي، لن تأخذ أكثر من فترة الرئيس الأمريكي الثانية التي بدأت منذ عدة أشهر؟

مرة أخرى أود أن أعرف هل اختار الأستاذ تيام عاصمة لدولته الإفتراضية، التي أتصور أنها لن ترى النور على أرض موريتانيا أبدا ؟

و لأختم، أعتقد أن تيام أمام خياران لا ثالث لهما : إما أن يبدأ من الآن في الإعداد لإنشاء حزب سياسي يتقدم من خلاله للإنتخابات الرئاسية القادمة ليعرف قدراته الإنتخابية, أو يندمج في أحد الأحزاب السياسية القائمة، مع سحبه رسميا للكلمات التي ألقاها دون وعي منه.

 

محمد فاضل عبد الرحمن

ناشط سياسي

4. أكتوبر 2013 - 12:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا