قل أن تجد في العالم دولتين تجمعهما وشائج القربة والأصول المشتركة والعلاقات التاريخية كالتي تجمع بين موريتانيا والمغرب فإسم موريتانيا جاء من الشمال من مملكة موريتانيا الطنجية التي تأسست تحت حكم الرومان عام 42 م في شمال المغرب وكذالك الموريتانيون هم من أعطي للمغرب اسمه الأجنبي (Marruecos )
المشتق بدوره من أسم مدينة مراكش التي أسسها المرابطون القادمون من الجنوب وكذالك قبائل بني حسان التي جاءت من المغرب وكان لها تأثير كبير علي موريتانيا من خلال تعريبها وفرض اللهجة الحسانية . وعندما دخل المستعمر الي ارض موريتانيا كان المغرب خير نصير للموريتانيين وقد كان يزودهم بالمال والسلاح من خلال الشيخ ماء العينين وقد كانت عملية اغتيال كبولاني تتويجا لذالك الدعم.
وقد كان أخر المجاهدين والذي انتهت باستشهاده المقاومة المسلحة هو الأمير سيدي أحمد ولد أحمد عيده وقد أستشهد وهو في طريق هجرته الي المغرب وقد استقبل المغرب عائلته وأولاده وأكرم وفادتهم علي عادته.
وعندما قررت الدولة المستعمرة آن تتخلص من مستعمراتها قامت كعادتها بتقطيع أوصال الدولة وضرب جيش التحرير الذي وصل الي مدينة شوم علي مشارف عاصمة ادرار اطار وقد استقبله الموريتانيون بحفاوة كبيرة في عام 1960 قامت فرنسا بمنح موريتانيا الاستقلال وتأسست أول حكومة وطنية كان من ضمنها وزراء فرنسيون كان المغرب قد استقل قبل ذالك بأربع سنوات وكان يشهد حراكا سياسيا كبيرا وقد طالب حزب الاستقلال ساعتها بإعادة الوحدة بين موريتانيا والمغرب وقد بني موقفه علي الكثير من الحقائق التاريخية لكن المغرب رغم مطالبته بموريتانيا لم يطلق رصاصة واحدة رغم ان موريتانيا ساعتها لم تكن تملك لا جيش ولا عاصمة ولا أي شئ من مقومات الدولة لكن واجب الأخوة والمبادئ التي تلتزم بها المملكة كانت تمنعها من ذالك.
وقد سعي الحسن الثاني رحمه الله من اجل طي ذالك الملف مع الرئيس الراحل المرحوم المختار ولد داداه الذي وصفه بالرئيس العنيد وقد شهدت العلاقات الموريتانية المغربية في بداية السبعينيات تطورا كبيرا في مختلف المجالات تم تتويجه بإتفاقية مدريد في 14 نوفمبر 1975 و قد وقف المغرب مع موريتانيا في وجه الحرب التي فرضتها عليها الجزائر وقدم الدعم الكامل حتي ان القوات المغربية انتشرت في الأراضي الموريتانية من أجل حمايتها من هجمات عصابة البوليزاريو المدعومة للأسف من الشقيقة الشمالية وهنا أقتبس كلام الرئيس الراحل المختار ولد داده ’’ ورغم خلافاتنا حول بعض القضايا، فقد كان سلوكه تجاهي لائقا تمامًا، وهو سلوك يتسم بالاعتبار والتقدير بل والاحترام لا سيما بعد بدء الحرب. فلم يحاول قط أن يستغل موقف قوته أو أن يظهر بمظهر متغطرس من شأنه أن يهيننا خلال هذه المرحلة التى واجهناها معا. وبكلمة واحدة كان حليفا وفيًا يحترم التزاماته، كما يحترم شريكه الأضعف منه. إنه سلوك حري بالثناء والتقدير.’’
وعندما تم الأنقلاب العسكري وأثناء تخبط العسكريين طالبو القوات المغربية بلأنسحاب من موريتانيا فكان الأنسحاب وهنا تجدر الإشارة مرة اخري ان المغرب كان من الممكن أن يتدخل ويعيد الرئيس الحليف له الي الحكم فالقوات المغربية موجودة علي الأرض والجيش الموريتاني منهك من جراء الهجمات التي تشنها الجزائر من خلال المرتزقة ونفتح قوسا هنا لنذكر ان الرئيس السابق محمد خونا قد ذكر في مذكراته ان الجيش الجزائري هو من قضي علي الحامية الموجودة في عين بن تيلي وخلال حكم ولد هيدالة وقطعه للعلاقات مع المغرب وانحيازه للانفصاليين لم يتوقف المغرب عن أستقبال الطلاب الموريتانيين وكان موقفه مشرفا ففصل بين موقف الحكومة الشاذ وموقف الشعب.
وختاما نقول ان هناك اطرافا لايعجبها ابدا ان تكون هناك علاقة جيدة مع المغرب فتراها تحاول دائما تعكير صفو تلك العلاقات لأنها تعلم جيدا ان تعاون موريتانيا والمغرب يجعل من الدولتين كتلته إقليمية لا يستهان بها في المنطقة من خلال التكامل الأقتصادي والثقافي والعلمي بين الدولتين .