تهنئة اضطرارية / أحمدو ولد الوديعة

 بالأمس  بدأنا سنة دراسية جديدة، هي في العادة موسمللفرح، وهي بالنسبة لنا لابد أن تكون كذلك مهما كانت اﻷوجاع المزمنة والمستجدةالتي يذكرنا بها يوم الافتتاح الدراسي المبلل بمياه الأوحال متعددة المنابعوالأولون والتجليات

لابد أن نفرح رغم أن من لم تمكنه الوسائل منتسجيل أبنائه في مدرسة خصوصية سيكون عليهم جلبهم إلى شيئ عمومي كان اسمه ذات يوممدرسة،  وهو اليوم أطلال  تحاصرها المياه  الآسنة في عاصمة ويعشعش فيها البوم والباعوضوربما الحيات والفئران والقطط والكلاب والحمير في عدد من   مدن الداخل وقراه وأدواباه وكصوره

لابد أن نفرحرغم أن المدرسة التي كان المفروض أن توحدنا نجح العسكر-وقليلا ما ينجحون-فيتحويلها إلى مختبر للفرقة يخرج مجتمعين بينهما برزخ لكن عوامل الطغيان مولعة بجعل بعضهما يبغي علىبعض وعند وزير التعليم الجديد الخبر اليقين والخبرة التي استحق بها إدارة الديوانوهاهو اليوم يمكن من أدوات توليع المختبر  عن قرب بله توليع البلد

سيكون علينا أن ننتظر آخر إبداعات السيد الوزيرصاحب التاريخ الملتهب مع النيران، وتوقعي أن السيد الوزير لن "يقصر" ولنيخيب الظن فهو يجتمع مع نزار قباني في وجود الكبريت في جيبه و في سوابقه التيلاتحصى مع النار

مضطرون أن نفرح رغم أن الوزير الذي أبدع عقابالممارسين لحقهم في الإضراب من خلال تفريقهم شذر مذر في طول البلاد وعرضها ليكونواعبرة لكل من يوصله فهمه القاصر إلى أن ممارسة الحقوق في ظل حكم العسكر عملية آمنة...

      السيد الوزير المبدع أطيح به من الوزارةواختير حاجبا للسلطان ، ومديرا للديوان ، مما يعني أنه سيكون بإمكاننا أن  نتوقع تطبيق النظرية الباهوية على عموم سكانالجمهورية ممن يوصلهم البله إلى ممارسة أي من الحقوق بما فيها الحق في الاحتجاجمثلا على غرق المدارس والمصحات والمساكن، والإفراط في استخدام عادة التظاهر كلصباح أمام القصر الرمادي، تلك العادة التي أصبح عشرات المفجوعين في الأحياء الشعبيةينفسون بها عن أنفسهم، لما  تتيحه من  قرب الجغرافي من القصر وجوه البارد ومنظرهالربيعي الآخاذ

سنفرح رغم أن منتديات التعليم التى أنفق عليهاالكثير  و تم الحديث عنها على مدى أربعسنوات باعتبارها صاحبة الحل السحري، انتهت إلى توصية بتوحيد الإشراف على التعليمليأتي التعديل الوزاري بالقضاء على  وزارةالدولة ذلك الإبداع الذي اقتبسه الجنرال قبل ثلاث سنوات من تجربة جنرال شبيه هو بنعلى ويعاد تفتيت التعليم للمرة الألف ليعاد تركيب أجهزة المعمل بطريقة جديدة تسمح بكوميسوهات جديدة ونظرياتجديدة وشتائم جديدة ربما تكون هذه المرة للعلوم البحتة في إطار نظرية " توزيعالموجود من العدالة" فقد تم سب وتقريع الأدباء وحملة الشهادات  في العلوم الإنسانية

... نعم سنفرح رغم أن السيد الرئيس الجنرال الذيدخل الجامعة لأول مرة بعد أشهر من سيطرته على كرسي الرئاسة يجهر بالسخرية منالتعليم ومخرجاته ويعتبر أن جزء منها هو المسؤول عن كل مشكلاتنا بما فيها طبعامشكلة الصرف الصحي، ومشكلة الرصاصة الصديقة، وأزمة الإحصاء البيومترى، وسرقة أموالالجيش، وتوزيع المنح العسكرية على أبناء القادة العسكريين، ومطالبة كتلة التحالفالديمقراطي بسحب الثقة من اللجنة المستقلة للانتخابات، وإصرار منسقية المعارضة علىطرح مطالب غير موالية في الحوار الجاري بين المنسقية والموالاة. رغم كل ما سبق وما سيلحق ومع سحب  الإحباط والحزن المخيمة  والمياه العكرة الآسنة نحن مضطرون للفرح وإذابتريدو-وفق تعبير إخواننا الشوام-نستطيع أن نمتلك الشجاعة الكاملة لنقول لكم هنيئابالعام الجديد...ومن يدري فقد ننجح فيه في التحضير لفرحة مستحقة وغيراضطرارية فيالعام القادم... من يدريكم

6. أكتوبر 2013 - 10:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا