التعليم ومتطلبات الإصلاح / سيد محمد الكنتي عباس

altمهما تحركت الحياة يظل الإنسان أداتها من جهة ومنطلقها وغايتها من جهة أخرى فهو بالتالي أهم ما فيها فإذا بني الإنسان البناء السليم وخاصة عقله وإرادته من خلال التعلم الجاد والهادف فلا خوف على الحاضر و لاغلق على المستقبل بل لاشك في امتلاك ناصية التقدم والنماء

لذالك شهد مجتمعنا الموريتاني قديما رغم البداوة وشظف العيش نهضة ثقافية وتعليمية ساهمت إلى حد كبير في إثراء التراث العربي الإسلامي وحفظه ونشره في جزء غير يسير من العالم العربي والإفريقي وقد كانت المحاظر انذاك وسيلة فعالة للدراسة والتحصيل العلمي والإشعاع المعرفي غير ان نهضتنا العلمية تلك وتقدمنا المعرفي ووفرة علمائنا الشناقطة بدأت بالتلاشي والإختفاء مع ظهور التعليم النظامي بمفهومه العصري مع بداية الإستقلال تلك البداية المتعثرة نظرا لضعف وسائل الدولة الناشئةومحدودية المدارس المفتوحة إذ لم تتجاوز التغطية 5%سنة 1960 م ومنذو ذالك التاريخ وإلى يومنا هذا ونحن نتعلم ونجرب نخطط ونطبق لتظهر برامج وإصلاحات وتختفي أخرى والحالة هذه صحيح ان لكل مقام مقال ولكل زمان دولة ورجال لكننا لم نتوصل بعد للهدف المنشود من تعليمنا فإذا سلمنا بأن التربية فرضيات وآراء وفلسفات وتجارب مختصيين وإفكار علماء وباحثين فما قيمة مالدينا من افكار وآراء ومعلومات وخبرات إذا لم يكن نظامنا التربوي اكثر عطاء وتنظيما فمع كثرة التجارب والمحاولات فالنتائج مازالت تدعو إلي الإحباط مما يوحي بوجود خلل ما في نظامنا التعليمي بل لعله السبب في انعقاد منتديات التعليم تلك المنتديات التي كانت مجرد عنوان للإستهلاك الإعلامي لاغير ليختفي كغيره من العناوين والشعارات التي تظهر وتختفي حسب مزاج النظام القائم ومعها يظل التعليم بحاجة إلى الإصلاح كما كان فبأي وسيلة يمكن اكتشاف الخلل ؟ وماهي سبل ومتطلبات الإصلاح ؟..... إن أي إصلاح للتعليم يراد له النجاح لابد ان يأخذ في الحسبان أربعة محاور هي المدرس والمنهاج والإدارة والبنية التحتية ولكي لايكون التعليم في بلادنا هدرا للميزانية وضياعا للطاقات البشرية فلا بد لنا من تبني خطوات إصلاحية تبدأ بالمدرس لابالإدارة بوصفه العنصر الأهم في العملية التربوية مما جعله يحظى في كثير من الدول بالتأهيل الجيد والتكوين المتواصل والوسائل المعينة بغية نجاحه أما عندنا فالمدرس والمدرسة كلاهما ظالم ومظلوم فلا تكوينا مهنيا جادا ولاظروفا ملائمة ولابنية تحتية تفي بأبسط الحاجيات بالإضافة إلى ضعف المنهاج التربوي فرغم إصلاحات 66و73 و89 و 99مازلنا بحاجة لإصلاح تربوي يحفظ الهوية ويراعي الظروف والإمكانيات

وهو ما ولد حالة من الإرتباك في منظومتنا التربوية أثرت سلبا على تطبيق الإصلاح نظرا لضعف تكوين المدرسين وغياب الكتاب المدرسي الملائم ونقص الوسائل وتدني مستويات التلامذ وضعف التخطيط المحكم حتي غدا كل وافد إلى رأس الوزارة عندنا أو الوزارات معول هدم لاأداة بناء فما من وزير إلا وله هيكلة جديدة حتى اصبحت الوزارة عندنا وزارة هياكل وأشباح فلا ضوابط ومعايير لإختيار المسؤولين ولا شروط للمسؤولية وبالتالي فلا إصلاح

ورغم ذالك فمهما تعددت الآراء واختلفت السبل وجمعت الوزارات أو فككت فسيظل التعليم محور القضية والمدخل الحقيقي لدخول آمن ومنتج كما انه المفتاح والعامل الحاسم لتحقيق الحياة الكريمة للفرد وللمجتمع وهو بحاجة إلى إصلاح شامل تقتضيه المرحلة وتفرضه رهانات المستقبل .

6. أكتوبر 2013 - 10:53

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا