حينما يقرر التواصليون المشاركة في الانتخابات و التخلي عن رفاقهم في المنسقية ، و طعنهم من الخلف بسكين الغدر و الخيانة فمعناه أن تمثل مشروع الإسلام السياسي الموريتاني للقيم و الأخلاق صار في خبر كان .
تواصل هم الذين يتكلمون باسم الدين و يستغلون جمهورهم باسم الدين و يحشدون أنصارهم و كأنهم يجاهدون في سبيل الله ، وفجأة يتجاوزون كل ذلك و يديرون ظهورهم لكل المبادئ و القيم .
لقد سقطت آخر الأوراق التي كانوا يلعبون عليها ، و تكشف للناس زيف ما يروجون له ، و تبين أن كل مايعنيهم هو مجرد المكاسب الدنيوية " المكاسب الانتخابية " ، أما الدعوة باسم الدين و لنصرة الدين ، فما هي إلا مجرد أساليب لتحقيق مآربهم الشخصية . أسفي على قواعدهم الشعبية التي خدعوها و ضللوها باسم الدين ، و أستغلوا أقدس شيء و أعظمه لتحقيق مآربهم الشخصية الدنيوية الفانية .
أسفي على قوى التقدم أصحاب الفكر و الرؤية السياسية الوحيدة في البلد ؛ كيف شاركوا في مهزلة ما سمي بالحوار خلال الأسبوع الماضي ، و كيف أعلن رئيسهم عن تعليق ذلك الحوار وفشله ، ثم تنقلب عليه جماعة من حزبه و يعلنون عن مشاركتهم في الانتخابات و يضعون ولد مولود و أنفسهم في مأزق أخلاقي و عار أبدي سيلاحقهم إلى الأبد ، لأنهم أعلنوا مثل تواصل أن العهد و الأخلاق هي آخر مايفكر فيه التواصليون و التقدميون ، حتى ولو كان ذلك عن طريق بيع الرفاق في المنسقية بثمن بخس . أما تبرير موقفهم للشعب الموريتاني فذلك آخر مايفكرون فيه .
من بقي من أحزاب المنسقية مثل التكتل لا يمكن المراهنة عليه ، فكل المشاكل السياسية الحالية للبلد سببها التكتل لأنه شرع الإنقلاب على سيد ولد الشيخ عبد الله ، و ساهم في إنجاحه ظنا منه أنه سيكون هو البديل .
الأغلبية الحالية لولد عبد العزيز هي نفسها التي تنكرت بالأمس القريب للرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله ، حين كانت ضمن عادل ، و اليوم صارت ضمن الإتحاد من أجل الجمهورية ، و غدا هم مستعدون لأن يلقوا بأنفسهم في أحضان أي أنقلابي جديد . الإنتخابات كشفت بما لا يدع مجالا للشك بأن جل الطبقة السياسية اليوم فاسدة ، و تحتاج إلى التغيير و التبديل ، وهو و إن كان مطلبا قديما جديدا ، إلا أنه صار ملحا بعدما سقط آخر الأقنعة عن تواصل و تقدم ، لينضموا إلى غيرهم و ليكونوا " في الهوا سوا " .