المنسقية تحتضر / جمال ولد محمد سالم

altما إن اقترب موعد الانتخابات حتى بدأت خيوط فك اواصرمنسقية المعارضة تظهر لمن كان يؤمن بها وقليل ماهم.

فلم تكن تلك الأواصرقوية بسبب انعدام الثقة بين قادة الأحزاب المنضوية تحتها اولا وبسبب اختلاف مبادئها ومشاربها وأهدافها ثانيا , صحيح

 أنه وفى مرحلة معينة اتفقت هذه الأحزاب على أن تقول للنظام الحاكم (ارحل) ولم تؤمن قلوبهم بها ولم تقنع شعوبهم, كما أن النظام لم يجبهم على ذلك فحاولو بشتى الطرق أن يجرو ه إلى المواجهة والعنف كما وقع فى دول الربيع العربي أوبعبارة أخرى الدول التى أصيبت بحمى الإحتجاجات القاتلة انطلاقا من تونس ومصر وصولا الى السودان, ولكنهم فشلو فى ذلك حيث لم يسجن متظاهر واحد ولم تمنع أي تظاهرة ولامسيرة ولامهرجان ولم يحجب أي موقع ألكتروني ولم تصادر صحيفة رغم ما ينشر فى وسائل الإعلام من دعايات مغرضة وأكاذيب وشائعات لاتمت للحقيقة بأي صلة بل على العكس فقد فتحت وسائل الإعلام الرسمية للجميع معارضة وموالات على السواء , مما يعنى أن النظام أدارالأزمة بحكمة بالغة وبحنكة سياسية أبهرت خصومه قبل حلفائه.

بلغة الأرقام فإن منسقية المعارضة تضم نظريا أحد عشر حزبا, وواقعيا وبمفهوم الحزب السياسي الذي له برنامجه وقاعدته الشعبية وقياداته فإن المنسقية لا تزيد على حزبين فقط , حزب تكتل القوى الديمقراطية وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعروف ب (تواصل ) أما بقية أحزابها فبعضها يقاد فعلا ولكن بدون قواعد شعبية والبعض الأخرلاقمة له ولا قواعد شعبية . ظاهريا كنا نتفرج على صراع المنسقية والنظام الذى بلغ ذروته بمطالبتها إياه بالرحيل ؛لكن الواقع أن هناك صراع داخلي قديم متجدد بين الحزبين القويين فى المنسقية يخفيانه فى أغلب الأحيان وما إن تقترب الإنتخابات ختى يكون جليا فى مواقف القادة وفى أراء القواعد الشعبية لكليهما ولم يعد اليوم يخفى على أحد,

كل من الحزبين يحاول جادا أن يحتل الصدارة على الآخروبالتالى على بقية أحزاب المعارضة . فحزب التكتل كان فى الصدارة فعلا لكنه أصيب بنكسات قوية أنهكته منها انسحاب بعض قياداته السياسية وبرلمانييه وبعض عمده كما أن قواعده الشعبية تناقصت بدرجة كبيرة وأعلن أنه لن يشارك فى الإنتخابات القادمة , مما يمكن أن يسبب انسحابات متتالية منه إن لم يسبب له التفكك والإنقسام .

أما حزب تواصل فلم يكن يحسب له حسابه فى الاستحقاقات السابقة لكنه استطاع مؤخرا وبفضل جهوده الدعائية وحملاته التوعوية ومنظماته الخيرية أن يستقطب الكثير من شرائح المجتمع وخاصة من الشباب والنساء وبالتالى فإنه يراهن على أنه أصبح فى الصدارة بالنسبة لأحزاب المنسقية ويصر على المشاركة فى الإنتخابات ليجنى ما حصد خلال الفترات السابقة من العمل السياسي وكانت نيته فى المشاركة واضحة حيث لم يمثل فى الحواربين الأغلبية والمنسقية سابقا .

يمكن القول أنه بعد قرار حزب تواصل الشجاع المشاركة فى الإنتخابات القادمة فإن منسقية المعارضة الديمقراطية لم تعد ذلك الكيان السياسي الذي ينادى برحيل النظام ويشترط عليه تعيين فلان وعلان فى الحكومة وفى اللجنة المستقلة ويشترط شروطا غير قابلة للتحقيق هدفه إفشال الإنتخابات فقط . كما أن إعلان حزب اتحاد قوى التقدم ذا القيادات السياسية القوية مشاركته في الإنتخابات, يعتبر الضربة القاضية للمنسقية فتركاها فى وضعية من التشرذم والفشل السياسي مايجعلها تلفظ أنفاسها الأخيرة.

8. أكتوبر 2013 - 2:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا