في موريتانيا " وراء كل عظيم امرأة" / سعدبوه ولد الشيخ محمد

"وراء كل عظيم امرأة" مقولة مأثورة، تتداوله الأجيال، وفي موريتانيا تلعب المرأة دورا بارزا في المجتمع، وتحظى باحترام، وتقدير تحسدها عليه نساء العالم، وقد بدأ ولوج المرأة الموريتانية إلى الوظائف الإدارية خجولا، بسبب النظرة السائدة التي تعتبر أن المرأة خلقت لتربية الأولاد، ورعاية شؤون البيت فحسب، في تجسيد للمقولة المشهورة هي الأخرى "المرأة من بيتها إلى قبرها".

ولكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت نساء موريتانيات رائدات، قدمن نموذجا للتميز، والنجاح في إدارة قطاعات حساسة، لم يحقق فيها الرجال أي إنجاز يذكر على مدى عقود، وهنا سأقدم ثلاثة نماذج بشكل تنازلي وهن:

 

مديرة التلفزة الحالية خيرة بنت الشيخاني، حيث استطاعت هذه الفتاة أن تحقق للتلفزة الموريتانية إنجازات مهمة، شكلا، ومضمونا، فبعد أن كانت التلفزة الرسمية مملة، وفقيرة في البرامج، وبعيدة كل البعد عن ملامسة هموم المواطن، نجحت هذه السيدة (أول امرأة تدير التلفزة)  في استحداث مسطرة برامجية لاقت إعجاب المشاهدين، وتناولت مواضيع حساسة كانت من التابوهات المحرمة، كما نجحت المديرة الجديدة في ترتيب التلفزة من الداخل، من حيث المصادر البشرية، ووقف فوضوية الاكتتاب، والتسيب، وكل هذه الإنجازات تحققت خلال أسابيع، وليس أشهرا، أو سنوات، وقد عجز عنها جميع مدراء التلفزة منذ إنشائها مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

النموذج الثاني للمرأة الناجحة: عمدة تفرغ زينه فاطمة بنت عبد المالك، فهذه السيدة تدير واحدة من أهم بلديات موريتانيا، وقد حققت للبلدية من الإنجازات ما استحقت علية جوائز محلية، ودولية، وقدمت بنت عبد المالك نموذجا يحتذى في الإدارة، والالتزام، والانضباط، وحسن التعامل مع المواطنين، وأصبحت علما بارزا، بينما كثير من زملائها الرجال العمد لم ينجحوا حتى في إزالة القمامة من أمام منازلهم

النموذج الثالث هي: وزيرة التعليم السابقة نبقوه بنت محمد فال، تلك المرأة التي استطاعت تحريك المياه الراكدة في قطاع التعليم لأول مرة منذ الاستقلال، وأزعجت "لوبيات" الفساد، التي عشعشت على مدى عقود في قطاع التعليم، وأصبح لها نفوذ، وحصانة من أي تفتيش، أو ملاحقة، اتخذت هذه السيدة قرارات يجمع الكل أنها كانت جريئة، ولم يستطع زملاؤها وزراء التعليم "الرجال"  سواء قبلهان أو بعدها مجرد التفكير فيها، وخلال أشهر من إدارتها لقطاع التعليم حققت هذه السيدة من الإنجازات ما عجز عنه الرجال خلال عقود، وقدمت نبقوه مثالا للمرأة الصارمة في قراراتها، الجادة في سعيها للإصلاح.

ولا نختزل النساء الموريتانيات الرائدات في هذه النماذج فقط، بل هناك نساء كثيرات قدمن دروسا في النجاح، والتميز في قطاعات مختلفة.

فهل سنقلب المقولة "وراء كل عظيم امرأة" ل تصبح في موريتانيا: "وراء كل إنجاز امرأة"

9. أكتوبر 2013 - 13:01

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا