لا زالت ردود الفعل تتالى على الكليب الغنائي التافه الأخير.. وهذه ملاحظات سريعة عليه وعليها:
أولا: تصوير الكليب أتفه من التفاهة، والإمكانيات الإخراجية ضعيفة مما يدل على انه عدم وجود جهة خارجية تقف خلف هذا "الشبه عمل" كما يزعم البعض، ولماذا يفسد أحد أخلاقنا والفساد يجثم على صدورنا إلا ما رحم الله..
ثانيا: يجب ملاحظة أن الفتاة الراقصة قد ربحت لقب فنانة من عمل كومبارسة، فهل سمعتم يوما بأن راقصة مع أحد المطربين العالميين التافهين - بالمناسبة - سميت بعد الهز ب"فنانة"، لكن الفنانة الحقيقية في نظر المنتقدين هي الملحفة الملقاة على الشاطئ مع سبق الإصرار والترصد..
ثالثا: طريقة غناء الكليب غبية ولا جديد فيها غير تقليد الغرب، الشاب الببغاء يقلد غيره من المطربين العالميين التعساء ويسير على نهجهم المشئوم، وصوته كنعيق الغربان، فلا الموسيقى مخترعة، ولا التصوير فريد، ولا أي شيء.. باختصار الكليب فاشل تماما لولا الضجة المثارة حوله والتي جعلت الفتاة المسكينة تعدنا بفضيحة أخرى في القريب العاجل..
رابعا: الإعلان عن المنكر هو دعوة إليه، فكان الأولى إماتة هذه الأغنية السخيفة بعدم ذكرها، فعلى العقلاء تفادي الحديث عن هذا الكليب السخيف لكي يعبر كما عبر غيره من قبل دون تلويث للأسماع والثوابت التي لا يحفظها إلا العودة إلى أحضان الدين القويم، وعليهم الحديث بنفس الدرجة من الحماسة عن أمور أخرى تفسد الأخلاق والدين بصورة أكبر يعرفها الجميع..
خامسا: من الواضح أن الشابين يعبران مرحلة الطفولة الحرجة فالسكوت عنهما أولى من التعليق على تصرفاتهما الطائشة التي لا تضر إلا المغفلين..
سادسا: بدل الإنتصار للمجتمع الملائكي الذي رفس المغني لغته ورفست الفتاة ملحفته كان يجب الإنتصار للعقيدة التي يمتهنها المبتدعة، ومعروف أن البدعة أكثر شرا من المعصية، وأن العاصي خير من المبتدع الغارق في الضلال..
سابعا: الأغنية التي أسموها "لقد بدأ من نواكشوط" كلماتها تافهة ولا علاقة لها بنواكشوط ولا بموريتانيا من قريب أو بعيد، فلماذا يثيرنا ما لا يعنينا؟ وما الذي بدأ من نواكشوط غير غباء المطرب والراقصة والمخرج والمنتقدين الغير متيقظين؟
ثامنا: على الآباء رعاية أبنائهم، وعلى الدولة تنشئتهم وفق نظام تعليمي مفيد يجعل من الدين والأخلاق أساسا له، فالدراسة من اجل الدنيا وحدها لن يربح صاحبها إلا الدنيا وحدها، وغالبا ما يربحها بأسوأ وأخبث الطرق المعروفة، وذلك مشاهد.. فاللغة العربية يجب أن تكون أساس التعليم عندنا لأنها لغة الدين، والدين للجميع، فهي خير من الفرنسية بالنسبة للأبيض وللأسود على حد السواء لأنها النور الذي ينير طريق الإثنين إلى الجنة، فهي مفتاح الفهم الصحيح للدين، وقراءة القرآن والحديث، وبدل دعوة بعض الأغبياء إلى سيادة لغة المستعمر وإلى انفصال السود عن البيض كان عليهم أن يعلموا أن ما يجمعنا على هذه الأرض أكثر مما يفرقنا، وأننا لن ننفصل إلا إذا كان هنالك كفار ومؤمنون يرغب كل طرف منهما في الهجرة إلى طرف قصي من الخريطة..
تاسعا: يجب الحذر من الإنفتاح الرهيب على الحضارة الغربية الماجنة، فالبعض عندنا مثل هذا الفتى وهذه الفتاة بدأ ينجرف وراءها، والبعض الآخر بدأ يعبد العلم متمسكا بما يرى بغباء أنه أصلح للبلد مما يراه من العلمانية والليبرالية والسخافة، وكلما طال حكم السيسي لمصر بالقتل والإرهاب كلما اعتقد العلمانيون أنهم أعقل من غيرهم وقد يصل بهم الغرور إلى الإعتقاد بأنهم أعلم بالدين الصحيح!!..
ومن جهة أخرى اختار بعض الوطاويط الإنزواء في كهف التشيع النتن المظلم، لا بارك الله في داخله والخارج منه بالكذب والأحقاد، وأسلوب الشيعة عجيب فهم في حال الضعف يستخدمون ما يسمونه "التقية"، وهي مرادف لكلمة "الكذب" فيخدعون المتعايشين معهم من غير الشيعة مع الإفساد في الأرض في الخفاء، وعند التمكن يبطشون بأهل السنة بدون رحمة سواء عليهم في ذلك السلفي والصوفي والمجنون، والدليل على ذلك بطشهم في العراق ولبنان وسوريا..
ومن الطبيعي أن يتدثر بعض المتشيعين عندنا بالتقية لأنهم قلة والحمد لله، وأن يعملوا في الخفاء للتفرقة بين المجتمع والدعوة إلى الثارات والخراب، فلا يجب الإغترار بما يزعمونه من أنهم غير متشيعين بل النظر إلى تصريحاتهم وأطروحاتهم فهي التي تفضحهم، والأهم من ذلك متابعتهم حتى لا يفسدوا في الأرض إن كانوا عملاء للمفسدين الكبار، لا أشبع الله بطونهم وفروجهم من تلك العمالة..
وبالمناسبة: إيران وحزب اللات وأمريكا وإسرائيل والزعماء العرب كلهم من الحرب مع اليهود وحتى اليوم، كلهم وسائل لغاية واحدة هي إضعاف هذا الدين القوي وبلبلة المسلمين والسماح لدويلة اليهود وحضارة الغرب بإحتلال الأرض والأفكار، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
عاشرا: يجب علينا كطوائف متفرقة أن نتحاور من أجل التوصل إلى الصواب، فتلك هي الخطوة الأولى نحو استعادة الأمجاد، ومن حق الآخر علينا أن نهديه إن كنا محقين، ومن حقنا عليه أن يهدينا إن كنا مخطئين، لا مكان للسكوت هنا لأن الدين واحد، والدين النصيحة، فمن عنده دين ليتصدق به على غيره، أما من عنده ابن أخته فعليه البحث والتحري من اجل العودة إلى الصواب، فالمشكل ليس بيننا وبين الصوفي أو الشيعي أو العلماني، المشكل بين أفكارنا وحدها، فلندع الأفكار تتصارع بأدب الإختلاف، فبذلك وحده يظهر الحق ونعود إلى سواء السبيل، فالإسلام في مجال العقيدة واحد لا يتجزأ، فلا مذهبية في العقيدة ولا تفرق فأفهم قولي هذا وتدارك نفسك أو أخوك قبل فوات الأوان فالحق أحق أن يتبع أو يبث..