شكل إصدار المجلس الدستوري للائحة النهائية للمترشحين لرئاسيات يونيو 2024 إعلاناً مبكراً لنتائج الاقتراع الرئاسي المرتقب، بل وتصديقاً وإصداراً لها. فحسب الكثير من المراقبين السياسيين، فإن المترشح فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيكون الرقم الأول من بين المترشحين كما كان الرقم الأول في تقديم ملف الترشح، وبعبارة أدق الفائز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
ثمة مؤشرات عدة تؤكد ما ذهب إليه متابعو الساحة السياسية المحلية، فالرئيس غزواني يخوض اليوم الانتخابات الرئاسية بحصيلة مأمورية مشرفة، رغم مطبات جائحة كورونا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وهي حوادث أرهقت كبريات اقتصاديات العالم، حتى اكتفت من الغنيمة بالإياب. فقد تسلم الحكم وبين المعارضة والسلطة "دق عطر منشم"، فكانت التهدئة السياسية وخلق جو من التعاطي الإيجابي ومد جسور من الثقة بين الطرفين أولوية ضرورية قبل البدء في أي مشروع تنموي. فجاء الطيف السياسي منقاداً، ظمئاً لأخلاق وتربية طالما مثلت الطابع العام لساكنة هذا المنكب القصي من بلاد المسلمين. فحل قادة المعارضة ضيوفاً مكرمين معززين بالقصر الرمادي في خطوة يأمر بها الدين وتقتضيها المروءة ويمليها العرف ويجسدها من ألقى السمع وهو شهيد. فكانت تصريحاتهم تشي بإطلالة عهد ود وصفاء وتقارب، عهد من شأنه أن يشكل تربة صلبة مناسبة لتجسيد "تعهداتي".
وهكذا كان الجانب الاجتماعي هدفاً أولوياً لارتباطه بالمواطن مباشرة، ولحاجته الماسة إليه. وفي هذا الإطار أنشئت مؤسسات جديدة لتكون حلقة وصل من خلالها يتحقق للضعفاء والمحتاجين مبتغاهم، فكانت "تآزر" و"أكناس" وشركة التموين، فتم التأمين الصحي لأكثر من نصف مليون مواطن، ووزعت مليارات الأوقية على المحتاجين في مختلف ربوع الوطن عبر سجل اجتماعي أعد وفق معايير دقيقة وشفافية.
البنى التحتية شهدت هي الأخرى قفزة نوعية، فشيدت المؤسسات التربوية تمهيداً لمدرسة جمهورية تجمع وتعزز الوحدة، وأقيمت الجسور لعبور آمن نحو الأفضل، وارتفعت مباني المرافق العمومية شاهقة تظلل المواطن بالخدمات المطلوبة.
حماية الحوزة الترابية ونشر السكينة وحماية المواطن كلها ضمن أولويات الخمسية المنصرمة في مأمورية جذيل المؤسستين العسكرية والأمنية. أهداف أخرى قطعت فيها أشواط كبيرة رغم أن المواطن لا تفارق شفتاه "هل من مزيد" - وهو محق في ذلك -، كالتشغيل، والصحة، والدبلوماسية، والتجهيز والنقل وغيرها من مناحي الحياة ذات الصلة المباشرة بالوطن والمواطن.
حجب الشمس بغربال مستحيل، وتوضيح الواضح يزيده إشكالاً، وصرصرة البازي تمنع صراخ الديكة. فالمترشح الأول هو الأول عند فرز النتائج، وبنسبة مشرفة وبمشاركة معتبرة، استمرارا لنهج الإنجازات في ظل تهدئة وتخليق للساحة السياسية عز نظيرهما في شبه المنطقة بل وفي أغلب بلدان العالم. ذاك ما يقتضيه منطق الأشياء، فمن جد وجد ومن زرع حصد وعند الصباح يحمد القوم السرى.