تعلموا السياسة أولا ..! / محمد حسن ولد أمحمد

altسيقول السفهاء من الناس في الشارع الموريتاني وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض المواقع "المحترمة" الأقاويل والشتائم لأحزاب المعارضة التي قررت المشاركة في انتخابات البلدية والنيابية التي قرر نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز تنظيمها مع أن غالبية الذين يتزعمون حملة الشتائم هذه ينتمون في الأساس إلى حزب هذا الجنرال وحكومته إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل القرار الذي اتخذته هذه الأحزاب قرار صائب ؟

ولماذا هذه المشاركة بعد الدعوة لإسقاط هذا النظام ؟

مبدئيا ليس في السياسة عدو دائم ولا خليل دائم والمصالح والضرورة تحكم .. مع ذالك فإن القرار الذي اتخذته بعض الأحزاب السياسية المعارضة كان قرارا حكيما وكان قرارا سياسية لو رافقته بعض التفاصيل الصغيرة كالتحضير مسبقا له والعمل به ولو من باب الاحتياط قبل القيام به والإعلان عنه رسميا وهذا القرار ليس ملزما لهذه الأحزاب بسلوك طريق مغاير لأهدافهم ومشاريعهم التي يعملون على تحقيقها بل إن وجودهم يجب أن يستمر وأن يأخذ طابع الرسمية ولا يمكن أن يكون ذالك إلا من خلال تمثيلهم في الدوائر الحكومية ومراكز اتخاذ القرار ..

ثم إن النظام العسكري الحاكم اليوم لن يعدم وسيلة يغري بها بعض الأحزاب السياسية التي لن تمانع أن تشارك في أي انتخابات يدعو لها الجنرال بمجرد أن يتفق ذالك مع مصالحهم "مادية" وبذالك يطمس على قلوب المواطنين ويوهمهم بديمقراطية زائفة ومعارضة مزيفة كما كان يفعل دائما .

كما أن المؤسسات التي سيتم التنافس عليها في هذه الانتخابات ليست حكرا على الموالاة عن المعارضة أي أنه من المهم بالنسبة إلى المعارضة أن تكون ممثلة في هذه الدوائر دون أن تكون تحت أي ضغوطات من النظام العسكري الحاكم فهي ستمنح هذه السلطة من الشعب وليس من النظام .

كما أن المشاركة في هذه الانتخابات لا يمنح الجنرال ولا نظامه العسكري الفاشل أي شرعية ولا يمنحه أي مبرر للبقاء على سدة حكم البلاد التي صدحت أصوات الشعب مطالبة له بالرحيل . ولا شك أن المعارضة كانت تشكل كتلة معتبرة من خلال

إتحادها في منسقية معارضة لنظام الجنرال ولكن هذه المنسقية كذالك كانت تحد من الخيارات المتاحة لهذه الأحزاب .

لهذه الأسباب ولغيرها من الرؤى والأهداف شاركت بعض الأحزاب السياسية المعارضة في الانتخابات التي من المزمع تنظيمها في الشهر المقبل .

وليست هذه الحملة التي انطلقت اليوم ضد أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات إلى حملة سابقة لأوانها من حزب الحاكم ومن الأحزاب السياسية التي قررت البقاء في الخانة الفارغة جهلا منها أن دور المراقب غير موجود في المعجم السياسي والسياسي لا يصلح لأن يكون مراقبا . مرحلة النضج السياسي التي بلغتها النخبة السياسية باتت على المحك واللعبة دخلت مربعا جديدا لن يكون فيه مكان "للسياسة التقليدية" لذا يجب أن ننتبه لهذه الحقيقة وأن نعمل على أساسها إن أمكن ذالك ..!  

 

صحفي وكاتب

[email protected]

12. أكتوبر 2013 - 23:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا