المغزى من العيد / محمد ولد بلال

altيعتبر العيد أحد أيام الله التي خصصها لعباده المؤمنين للفرح بها واستشعار النعم الكثيرة التي أنعم عليهم بها، وهو كذلك فرصة لتذكر الأيتام والمرضى والفقراء والمساكين والإحسان إليهم، كما أنه موعد لصلة الأرحام وتجديد المودة والرحمة بين أبناء المجتمع المسلم.

لكن هذا المغزى الذي شرّع العيد من أجله لم يعد السمة البارزة لهذه المناسبة الإسلامية السنوية ، بل صار العيد موعدا للتبذير والتباهي والمحاكاة والتكلف، الأمر الذي ينعكس سلبا على الفرد وعلى المجتمع ، إذ أصبحت هذه المناسبة العظيمة موسما للتفكك والتذمر الأسري داخل كثير من البيوت الموريتانية ـ للأسف الشديد ـ

وذلك عائد بالأساس إلى كثير من العادات السيئة التي لا تمت لديننا الحنيف بصلة والتي تفرض على الأسرة كثير من الأعباء التي لا تطيقها ، هذه العادات التي نرضخ لها جميعا وكأنها وحي نزل من السماء ، سواء في ذلك المتعلم والجاهل والغني والفقير والصغير والكبير إلى آخر قائمة المستلمين الخانعين لإملاءات المجتمع هذه.

وعلى العموم فإن على مجتمعنا أن يفيق من سكرته ويدرك أن يوما واحدا يجب أن لا يفسد سنوات من الألفة والمحبة ولا يجب أن نقبل بأن يتسبب في ضياع أسر بكاملها لأسباب تافهة وبسيطة .

فالملاحظ لواقع مجتمعنا يدرك أن العيد صار بدلا من أن يكون موعدا للتسامح والتقارب وتجديد العهد بين أفراد الأسرة ومن ثم توطيد العلاقة بين كافة أفراد المجتمع صار كابوسا يخيف الجميع ، وأبيات الشيخ حمدا ولد التاه حول العيد خير دليل على عدم فهم مجتمعنا للمغزى من العيد .

رباه لطفك بالأسر العيد أصبح ينتظر

ليلى تقلب فكرها في السوق تعبث بالنظر

لتنال آخر موضة جادت بها أيدي البشر

لكن هذا كله لم يرضه منها عمر

فالصوم خلف بعده دينا على مد البصر

فتحــاورا وتخاصــــما وتفـــرقا وقــــــت السحر

سلم الله جميع أسرنا من التفكك والتشرذم ، وهدى الله مجتمعنا لغربلة عاداته وتقاليده حتى تتماشى مع روح هذا الدين القويم الذي يحث على الإنفاق بتوازن وإعتدال مصداقا لقوله تعالى والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما صدق الله العظيم.

13. أكتوبر 2013 - 20:40

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا