كم نتمنى أن تكون بلاد الحرمين الشريفين زعيمة قائدة للعالم كله وخاصة العالمين العربي والإسلامي.
لكن من المؤلم أن رجال الحكم فيها لم يسعوا إلى ذلك.
فها هي باكستان التي أكل شعبها العشب صنعت قنبلتها النووية.
ها هي إيران التي ركعت أمام صدام حسين، هي القوة الإقليمية الرابحة وهي الممول والراعي الأول للمقاومة العربية ضد الصهيونية.
والمؤلم أن السعودية، وهي أغنى دولة عربية ومن أغنى دول العالم، تستجدي منذ تأسيسها "حماية الإنجليز" الصليبيين.. رغم أن دول فقير وتنظيمات أفقر أسست جيوشا تحمي وتحقق مصالحها.
لنقل إن أي دولة منفردة في الشرق الأوسط لا يمكنها الصمود لساعات أمام حزب الله مثلا.
ولا يمكن للسعودية منفردة الصمود أمام قوات الحوثي التي تنتعل الحجر وتشد به بطنها.
كم أتمنى أن يكون رجل من آل سعود أو أي أسرة من البقاع الطاهرة هو قائد العالم.
هذا الهدف يتوفر للسعوديين لكنهم يرفضون الأخذ بأسبابه. وهي سهلة جدا. وتتمثل في ثلاث نقاط فقط:
1. جمع ورعاية تحالف القوى الكبرى في الوطن العربي (الإسلامية، قومية، يسارية)،
2. تدشين سياسة رأب الصدع بين العرب،
3. والإنفاق على ثورة تقنية حقيقة... لا ألعاب فيديو تسلي أمراء آل سعود في أوقات فراغهم اللامتناهية، ومشيخات الجهل في ربوع الخليج البائس، الذي لا أخال ما يجري فيه من مياه إلا دموع رجال عجزة مغلوبين على أمرهم في "طابور أبي رغال" عليه حجر إلي يوم القيامة.
اسمعوا ماذا قال بايدن اليوم.
قال:
"تلقيت مكالمة هاتفية من السعوديين – إنهم يريدون الاعتراف الكامل بإسرائيل.. ما تريده المملكة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو ضمان بأن الولايات المتحدة ستزودهم بالأسلحة "إذا تعرضوا لهجوم من قبل دول عربية أخرى (أو) تلك (الواقعة) على مقربة مباشرة منها".
وأضاف: "اعتراف السعودية بإسرائيل سيمثل تغييرا كبيرا في قواعد اللعبة في المنطقة بأكملها".
وأعلن: "واشنطن ستقيم منشأة نووية مدنية في أراضي السعودية، سيديرها الجيش الأمريكي".
الخلاصة هي أن السعودية تسعى لشراء مرحلة أخرى من استعمارها.. حماية الجيش الأمريكي الصليبي.
إليكم هذا السيناريو. تذكروه.
سيؤدي طوفان الأقصى إلى نتائج لا يتوقعها أحد.
وحلف الدول العربية التي قاتلت مع إسرائيل وفتحت لها خطوط التموين خلال الحرب الجارية على غزة سيستحيل بقاؤه كما كان.
الزلزال قادم... ومن لا يجيد لغة "ريختر" سيكون نصيبه الخرس.