بداية اتصور أن الأنظمة المتعاقبة على البلد، كثيرا ما كانت لا توفق للأسف في اختياراتها في توزيرها للبعض او اقول في اسنادها لبعض المناصب العليا أو خلال تعيينها في الوظائف السامية السامية. أحيانا ب ليس لمقتضيات موجب لمصحلة عامة أو وفق معايير دقيقة وشفافة. ولكن الطامة الكبرى أن تلك القرارات لم يسلم اصحابها من أن تدور عليهم الدائرة من جرائها وهم يعلمون سبحناه تعالىعلام الغيوب. وياليتها ما فعلوها لو كانوا يعلمون..
فإذا كان ذلك كذلك-وهو كذلك فعلا- اختلط الحابل بالنابل في بلدنا آنذاك عموديا وأفقيا بخصوص التعييينات العشوائية الزبوني والإرتجالية والقبلية والمناكقية والشرائحية وهلم جرا... وفي كل يوم اربعاء يتنفس الناس الصعداء عند استماع للإجراءات الخصوصية المتخذة في مجلس الوزاء لحد البلاغات الشعبية. نعم لابأس بدمقرطة التوزير والتعيين المستحق وغير المستحق لأنه من الشعب وإلى الشعب. لكننا تجاوز إلى أن صرنا في سباق لا إلى التسلح بل Une Course Effrénée aux Nominations تهطل امطار على الأشخاص أمطار من التعيينات المباركة وحصد الإنتدابات والإعارات للموظفين العمومية كل خارج مجاله وتخصصه. ولكن بسبب تيارات مناخية جوية لسنا بصددها هنا يجعل تلك الأمطار تهطل على هذه بقعة من الحي La cité دون الآخرى وعلى ناس محددين لأنها إنما سميت خاصة وليست عامة. مما تولد عنه تراكمات لدى الكثيرين من الشعور بالخيبة والمرارة والإحتقان والتهميش والإقصاء في تلك الفترة..
وكانت العدالة في توزيع الثروة والموارد على جميع الناس حتى لا يحرم احد من خيرات وطنه هي الحل للحيلولة دون اتساع الهوة بين اغنيائكم وفقرائكم بتكوين طبقة متوسطة لها النفاذ الشامل إلى كل الخدمات الضرورية لها وتوفير العيش الكريم لكل المواطنين لا أقل ولا أكثر.
لما تقدم نتأمل خيرا في العهدة الثانية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزاني بأن يبدأ بعد تنصيب فورا بالشروع في تمكين الشباب عن طريق ادماجه في الحياة النشيطة للبلد وتكوينه عبر مراكز التكوين المهني المتخصصة وفق احتياجات سوق العمل.
-
وأن يضرب بيد من حديد على الرشوة والمفسدين. اكثر من اي وقت مضى لان الفساد حديد لصلابته وقوة فتكه وخرابه، والحديدة لا تضرب إلا كان حامية، وبقوة وحزم وعزم لا يلين.
إن القراءة الصحيحة للرسالة الشعبية من خلال هذه الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كملاحظين ومراقبين، في غاية الوضوح وهي تطلع الشعب إلى اصلاح وتغيير للمسار في ظل الاستمرارية والزيادة في النجاحات التي تحققت في العهدة الأولى لفخامة الرئيس والتذمر من تدوير نفس الوجوه التي قدمت ما لديها وقد سئمها الشعب وملها حقيقة وحكما. وضخ دماء جديدة نظيفة، طاهرة ومطهرة من أكل المال العام.
فليس من المنطق أن نتبقى على نفس المسيرين للشأن العام ثم نتوقع نتائج إيجابية مختلفة في المرحلة القادمة فالأيام دول ولكل زمن دولة ورجال.
وفي الأخير وليس آخرا يظل لسان حال الأغلبية الصامتة قبيل الإعلان عن التشكيلة المنتظرة، أنها تعول على الله و على فخامة الرئيس مستعينا بالله للتوفيق ما وسعه ذلك إلى انتقاء نخبة النخبة في التوزير والتكليف لأشخاص من ذوي الكفاءة والخبرة وموطئي الأكناف وبعد النظر والنزاهة والإستقامة، مستبعدا اصحاب المصالح الشخصية الذاتية واصحاب الأغراض الفاسدة المفسدة من ذوي الولاءات الزائفة والمزيفة ظاهرها الرحمة باطنها العذاب.
كما يليق بفخامة رئيس الدولة قبيل الإعلان عن التشكيلة الجديدة الإصغاء والإستماع لما عند كل مكونات المجتمع ورجاله الاعتباريين حتى يخرج لنا حكومة من بين فرث ودم لبنا خالصا للشاربين ناجزة ومنجزة نستفسر بها ونتأمل منها الخير لهذا الشعب المسكين فتعيد له الأمل والثقة وتسعى إلى الأفعال دون الأقوال كما قال الشاعر العربي المعاصر : وأنا ما جئت كي أكون خطيبا فبلادي أضافها الخطباء.. وإن غدا لناظره قريب....