إسحاق ولد المختار واحد من الصحفيين الموريتانيين القلائل المشهود لهم بالكفاءة والمهنية والمعروفين بأخلاقهم العالية وطيبتهم العميقة وهو بذلك يعتبر مفخرة حقيقية لكل الموريتانيين .
لم يكن وقع خبر إختفاءه بصحبة زميلين له في الأراضي السورية مساء الثلاثاء الماضي وهم يقومون بمهمتهم في نقل الحقيقة بالأمر الهين على نفوس محبيه والذين تعرف عليه أغلبهم أول مرة وأنا أحدهم على شاشة التلفزيون الموريتاني عبر برنامج بصراحة الذي كان يقدمه أنذاك وعبر نشرات الأخبار وبرامج أخرى بدون التغاضي عن إستحضار بصماته المميزة قبل ذلك في الصحافة المكتوبة .
يجسد إسحاق بإمتياز شخصية الصحفي المكافح والمثابر الذي يعمل دائما على تطوير نفسه في بلد لايوجد فيه معهد للصحافة وتشرع أبواب المهنة فيه أمام الجميع بدون إستثناء .
أهلته مهنيته العالية لتبوأ مركز مرموق في مؤسسة التلفزيون الموريتاني التي وصل إليها أول مرة عبر مسابقة وبدون واسطة كتلك التي يعبر عليها عادة من يلجون لهذه المؤسسة وغيرها من مؤسسات الإعلام الرسمي في موريتانيا مع الأسف .
لم يطل به المقام طويلا كمدير للقناة الموريتانية الثانية وأقدم على تقديم إستقالته في خطوة نادرة إحتجاجا على سياسة التحريرالمنتهجة في المؤسسة في ذلك الوقت و التي لم تتح له قدرا من الحرية يمكنه من تحقيق ما يصبو إليه .
بعدها وجد الصحفي الطموح نفسه في قناة ميدي سات ليكون على موعد مجددا مع مساحات من التألق والعطاء كمراسل للقناة في انواكشوط لتقوده صهوة الطموح والرغبة المتأججة في النجاح للتواجد ضمن طاقم قناة اسكاي انيوز كمراسل متجول .
ألتقيته مرة واحدة ... حدث ذلك منذ سنوات ...أذكر يومها أنه صافحني بحرارة بالغة وكأنه يعرفني من زمان بعيد مع أننا نلتقي لأول مرة في الوقت الذي بدت على وجهه إبتسامة مدتني بمعلومات عن قدركبير من الطيبة والإحترام متجذر في أعماق نفسه .
حدثته منذ فترة في دردشة فيسبوكية عن موضوع معين فتفاجأت من حجم تعاطيه معي و إستعداده الكبير رغم أنه لاعلاقة تربطنا تدعوه للقيام بذلك .
إسحاق ولد المختار حكاية إنسان رائع صنع لنفسه محبة في قلوب معارفه بفضل أخلاقه وطيبته وصحفي موهوب تمكن من تحقيق ذاته رغم مختلف الصعاب ليغدو سفيرا متميزا يسهر على تقديم صورة مشرفة عن بلده .
إسحاق ولد المختار يستحق علينا اليوم وهو في محنته الدعاء له والمطالبة بالكشف عن مكانه و الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن.
دعواتنا إلى المولى عز وجل بأن يكتب لحكايته مزيدا من الصفحات وأن يعيده سالما معافا لأهله وأحبته ومهنته هو وزميليه إنه القادر على ذلك .
