أنثى البعوض..!! / سيدي محمد ولد ابه

altتقول إحدى الحكايات إن أنثى البعوض هجرت عش الزوجية، واشترطت أن يقوم زوجها  بسحب آدمي من رجليه  قبل أن تعود لبيت الطاعة.. قبِل الزوج التحدي، واصطحب الزوجة لتشهد الحدث "العظيم".. قام  المسكين بلدغ الآدمي، حرك الأخير قدمه.. أطلقت الزوجة زغرودة، أتبعتها بعبارة "لقد سحبه.. لقد سحبه.."

هذه الحكاية الطريفة تذكر بواقع المنسقية اليوم، التي أرعدت وأزبدت وتوعدت بإفشال الانتخابات، بعد أن فشلت في فرض خيار الرحيل على مدى ثلاث سنوات متتالية..

وجه الشبه بين المنسقية وزوج أنثى البعوض أن كليهما يعيش خارج السياق، الأولى تتوهم أنها قادرة على تحريك الشارع الموريتاني وإرغام النظام على إلغاء أو تأجيل الانتخابات، والثاني يعتقد أنه سحب آدميا من رجليه  بمجرد لسعه..!!

تعيش المعارضة الموريتانية اليوم واحدا من أسوء أيامها، فقد شاخت وأفلس خطابها السياسي، وتفرقت أيدي سبأ عند أول اختبار جدي، ومن المضحكات حديثها اليوم عن حراك شعبي كفيل بقلب الموازين، وتحقيق أحلام وطموحات تجاوزها الزمن..

تدخل المنسقية هذا العهد الجديد وقد غادرها حزب "تواصل" وهو حزب رئيسي في هذا الكشكول المتناقض حد التصادم، وسواء اتفقنا مع الإسلاميين أو اختلفنا، فإنهم يملكون "ماكينة" إعلامية هائلة، ولديهم قدرة فائقة على تزوير الحقائق، والتلاعب بعقول وقلوب الدهماء والعامة من الناس، وتلك أقوى أسلحتهم..

ولكي نكون منصفين فإنهم لعبوا دورا رئيسيا في حراك المعارضة، رغم فشلها الذريع في تحقيق الحد الأدنى من أهدافها..

ستخوض المنسقية المعركة مجردة من مخالب الإخوان، ودعاياتهم، وأراجيفهم التي تنطلي على السذج، ويصدقها العامة من بني هذا الوطن..

هي معركة خسارة بكل المقاييس، خاسرة قبل أن تبدأ، لأن السعاة إليها بلا سلاح، ولا يجيدون استخدامه إن وجد.

تلك حقيقة يعرفها قادة المعارضة- أو من تبقى منهم- وتتجلى بوضوح أكثر  بين سطور البيان الصادر عن آخر اجتماع عقدوه بعد ثاني نكوص لحزب "تواصل" عن رفاقه في "النضال".

ما يعرفه الموريتانيون أن الحديث الآن عن الرحيل، والتأجيل، وإفشال الانتخابات، باتت مفردات من الماضي، وما عجزت عنه القوى السياسية المعارضة خلال ثلاث سنوات لن ينجح جزء منها في تحقيقه خلال أسبوع..  

28. أكتوبر 2013 - 8:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا