من جديد طلعت علينا منسقية المعارضة، وهي تتوعد النظام بإفشال الانتخابات هذه المرة، بعد سنوات الرحيل الثلاثة العجاف، التي أهلكت كاهل المواطن وعكرت صفو الأمن وجو السكينة والهدوء الذي تنعم به موريتانيا الجديدة في ظل القيادة الرشيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز..
دعايات المنسقية اليوم كدعاياتها بالأمس، الفرق الوحيد أن المعارضة فقدت أحد أحزابها الوصولية، الذي هجرها بحثا عن مكاسب آنية، تاركا "الهم الوطني" لصالح الحسابات الشخصية الضيقة.
فيما رفضت أحزاب أخرى الانصياع لقرارات قواعدها الشعبية القاضية بالمشاركة في الانتخابات (قوى التقدم مثلا).
من ضمن ما هددت به المعارضة وتوعدت به تنظيم مهرجان ومسيرة يوم الـ6 من نوفمبر القادم وقبل يوم واحد من انطلاق الحملة الانتخابية، وسيكرس المهرجان للدعوة لمقاطعة الانتخابات، وإفشال الاستحقاق النيابي والبلدي المزمع تنظيمه يوم الـ23 من نوفمبر القادم. وبطبيعة الحال لن يكون زخم المهرجان ولا حضوره كسابقيه من مهرجانات المعارضة، بسبب تنامي وعي المواطنين بإفلاس الخطاب السياسي للمنسقية وسقوط مشروعها الفكري إن كان لها مشروع..
لقد نجحت موريتانيا في المرور بأمان فوق سكة البناء والتقدم، واستطاعت القيادة السياسية ممثلة في الرئيس محمد ولد عبد العزيز العبور بموريتانيا وسط جو إقليمي ودولي مضطرب، وهكذا تم بناء مؤسسات دستورية وسياسية واقتصادية عز نظيرها وفي ظرف زماني وجيز. إن الدعايات المضللة التي تسوقها المنسقية لم تعد تنطلي على أحد، والمواطن الموريتاني بات يدرك قبل غيره حجم المكاسب التي تحققت، وليس لديه الوقت للوقوف طويلا مع الخطاب السياسي للمعارضة الذي شارف على الإفلاس..
أما الحديث عن إفشال الانتخابات فلن يكون بدعا من سابقيه من الأحاديث التي اصمت الآذان، وأزعجت الناس، وأربكت حركة السير، لكنها في النهاية آلت إلى اللاشيئ، وتلاشت في غياهيب النسيان. . افاتو بنت لمعيبس
ناشطة في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية [email protected]