أعتقد أنني لست سياسيا إلي درجة التجاسر علي تتبع خطوات السياسيين المرموقين كما أعتقد أن السياسة تحتاج إلى مواقف ومبادئ ومثل وقيم وأخلاق رغم ما فيها من الأبواب المفتوحة للمزايدة والمكايدة ومن التكتيك والمناورة واللف والدوران في سباق
المنافسات الانتخابية بين الأحزاب غير أن المتتبع للحراك السياسي الجاري في موريتانيا للتحضير للانتخابات التشريعية و البلدية المزمع إجرائها في 23 نوفمبر المقبل، يقف حائرا أمام اختيار بعض الأحزاب السياسية لمرشحيه بصورة ارتجالية و بمجرد مغاضبة الحزب الأصلي دون إعلان الاستقالة منه أو علي الأقل الانتساب عمليا للحزب المستقبل و ذلك أضعف الإيمان.
ولقد اتفق المتحاورون في الحوار الوطني بين الأغلبية و بعض أحزاب المعارضة علي إلغاء الترشح المستقل و إلزاميته من خلال الأحزاب السياسية وفقا للمبادئ و القيم الديمقراطية و ليس وفقا لقانون العرض و الطلب علي ما أعتقد ؟ و لم يكن حريا بالمتحاورين الاتفاق علي المعايير الحزبية التي تؤهل للترشح لان النظم و القوانين الداخلية للأحزاب السياسة ينبغي أن تحل الإشكال لذلك ليس من الحزبية علي ما اعتقد أن يرشح الحزب السياسي من لم يلبث فيه غير الوقت الكافي لقطع المسافة بين اجتماع إعلان حزب ما لمرشحيه و الوصول إلي مقر اللجنة المستقلة للانتخابات في المقاطعة بالنسبة للأحزاب السياسية عموما و بالنسبة لأحزاب الشباب فالأمر قد يختلف اختلافا أعمق بالنسبة لي شخصيا، لأنني كنت قد استمعت إلي بعض قيادات هذه الأحزاب الناشئة يلتمس لهم الاعتذار بإنشاء حزب شبابي علي خلفية إصرار الطبقة السياسية التي حكمت البلاد من الاستقلال و حتى اليوم من جهة نظره هو علي عدم تقبلها لهذا المفهوم بل و اعتباره إعلانا حقيقيا لصراع الأجيال، و يصف هذه الطبقة بالهرمة و بغير القادرة علي قيادة المرحلة في ظل التحولات السياسية و الثورات التكنولوجية التي يعيشها العالم اليوم.
أما أنا، فالتمس له العذر انطلاقا من المبادئ القانونية القاضية بان الكل برئ ما لم تثبت إدانته؟ وانطلاقا من تشبثي بالدستور والتزامي بالممارسة الديمقراطية التعددية من خلال الإيمان المطلق بالقيم و المبادئ الحزبية المثلي و القاضية باحترام التناوب السلمي على السلطة محافظة علي تماسك النسيج الاجتماعي و تحقيقا للعدالة الاجتماعية، غير أنني استغرب استغرابا شديدا من طريقة تعامل بعض الأحزاب السياسية عموما و بعض أحزاب الشباب خصوصا مع هذه الانتخابات التي نحن بصدد القيام بها، فبمجرد مغاضبة أحد السياسيين من حزبه الأصلي تمتد أيادي المتبقين لتلقفه و ترشيحه علي رأس لائحة الحزب س في الدائرة ص؟ دون الاكتراث بماضيه السياسي أما عن انضباطه فحدث و لاحرج ولنا في موروثنا الشعبي ما مفاده أن " بطت زيد ما اتفرح عمر"، أما أن يرشح الحزب السياسي س شابا في الدائرة ص و يهرول حزب الشباب ع لتزكية ترشح الشخص الهرم العاجز في نظرهم بالأمس القريب والمغاضب اليوم لحزبه ؟ فهذه مسألة لا يمكنني فهمها لا في إطار ترسيخ الثقافة الحزبية و لا طبقا للخطاب السياسي لهذه الطبقة المطالب بتجديدها ؟ فهل نحن كنا بحاجة إلي تحريم ما يسمي عندنا في موروثنا الشعبي "بأخطام" أو "الفال" إلي جانب تحريم الترحال ؟ كما هل كنا بحاجة إلي تحديد الطبقة السياسية في أحزاب الشباب قبل المطالبة بتجديدها ؟ و هل من لم ينسجم من الرعيل الأول مع زملائه في حزبه بخطابه الأصلي يمكن أن ينسجم مع غرمائه في حزبهم و بخطابهم السياسي؟ وهل هي محطة الوصول أم أنه توقف اضطراري لحاجة في نقس يعقوب؟
أعتقد أن المطالبة بتجديد الطبقة السياسية ينبغي أن لا تكون دعاية سياسية تتضح للجميع بمجرد إعلان انتخابي بغية الحصول علي الفرص الممكنة، كما اعتقد أن المقصود بها ليس تجديد الأوجه لأن الشباب فكر قبل أن يكون فئة عمرية قد لا تكون بالضرورة شابة في فهم مقاصد ومقتضيات وتجليات عصرنا الحديث ولا حتى مستعدة لتفهمه بكل موضوعية وواقعية، كما أتمني لهذه الأحزاب الناشئة مجتمعة ترسيخ الثقافة الحزبية و احترام المبادئ و القيم الديمقراطية حتى لا تنسي قول الشاعر :
أتأمرني بالصبرِ والطبعُ أغلبُ وتعجبُ منْ حالي وحالكَ أعجبُ
الهاتف: 26549091، 46549091 و 36607756
البريد الالكتروني: [email protected]