في سنة 2005 أجريت انتخابات برلمانية في جمهورية مصر العربية وكان ذلك في عهد الرئيس حسني مبارك المطاح به نتيجة ثورة 25 يناير ، تلك الإنتخابات التي عرفت الكثير من التزوير واستغلال المال السياسي والنفوذ وما الى ذلك من الحيل التزويرية الماكرة،
وكانت نتيجتها حينئذ فوز الحزب الوطني"حزب مبارك حينها" بما يناهز 73% من الأصوات في مجموع الجولات الثلاث وكان في المرتبة الثانية المستقلين"الإخوان المسلمين" بنسبة 19.4% والنسب الباقية تقاسمتها أحزاب الهامش، فماذا يعنينا في هذا كله؟
أولا نقاط التشابه الكبيرة جدا بين ذلك الحزب "الحزب الوطني" والحزب المحكوم في موريتانيا" حزب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية"، مافيا ورجال أعمال وأصحاب مصالح، الكل متحالف من أجل مصلحته الذاتية ومصلحة جماعته الضيقة المحيطة به.
ثانيا كانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر في المرتبة الثانية حينها وإن كانت شاركت بشكل مستقل، إلا أن تابعها في موريتانيا يدخل المهزلة الموريتانية وفق حزب سياسي انسلخ من حلفائه واعلن المشاركة ومن المرجح جدا أن يكون في المرتبة الثانية في النتائج التي لاشك ستكون مزورة ، إلا أنه سيجد طريقه هو الآخر للتزوير ما دامت هي الوسيلة للحصول على الأصوات.
يتشابه الطرفان إلى حد بعيد جدا في الطرق والوسائل بالنسبة للحزبين وفي النهج والطرق بالنسبة للجماعتين – إن جازت التسمية-، نقاط التشابه هذه والتي ستسفر دون شك عن نفس النتائج كان لها في مصر وقع خاص حيث كانت عمليات التزوير هي السبب الرئيس في بداية ظهور الحركات المطالبة بالعدالة والديمقراطية ومن ثم الحراك الأخير الذي أطاح برأس النظام في ثورة 25 يناير.
المشكلة هنا أن التزوير والتلاعب بدأ منذ الآن ، فجميل منصور رئيس الجماعة ( أقصل حزب تواصل) بدأ يشكي من تلاعب وتزوير يخطط له "حزب الاتحاد من انتحار الجمهورية" وبيجل رئيس حزب الوئام بدأ يهدد هو الآخر ويتوعد النظام بالانسحاب من المهزلة إذا تواصل التلاعب، مسعود ولد بلخير من جانبه اشتكى وهدد إذا استمر الوضع في نفس النهج، ماذا بقي؟، الحزب المحكوم بطبيعة الحال هو المستفيد من كل هذا.
هذه الظروف مجتمعة لا يستبعد أن ينجم عنها نتائج غير متوقعة بالنسبة للبعض، فحتى ولو لم ينفذ بيجل تهديده ولم يفعل مسعود ولد بلخير وظهرت النتائج وكانوا من الخاسرين فتلك ستكون الكارثة بالنظر إلى أن هناك بارونات وسلاطين غير مقبول ألا يكونوا ضمن اللعبة ما بعد المهزلة، وبالنظر الى كم التلاعب الهائل منذ الآن فيمكن أن يجد مسعود وبيجل وغيرهما من اللاعبين خارج اللعبة ، وهو ماقد يكون العامل الأساسي في ظهور تحالفات جديدة ستظهر لا محالة، فبالعودة قليلا إلى النتائج السابقة عندما خاف مسعود من وجوده خارج اللعبة تحالف مع عزيز ومن قبله مع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ضد أصدقاء الأمس في المعارضة - على الرغم مما يقال من سوء تفاهم بيننه واحمد ولد داداه-، كما فعل بيجل أيضا نفس الشيء.
إذا والنتيجة هذه فقد تتغير خارطة صراع البارونات ومافيا السلطة لنصبح امام تحالف جديد أضلاعه ما تبقى من منسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية وحزبي التحالف والوئام ، ثم حزب تواصل الذي قد يلتحق إذا ما شعر أن هذا التحالف الجديد قادر على خلق مفاجئة جديدة، وقد يساعد على ذلك إذا ما افترضنا – وهو الراجح- تزوير النتائج، ضغطا من القوى الغربية الفاعلة في الساحة السياسية الموريتانية (محركوا الدمى) يدعو إلى إعادة الانتخابات مقابل تمويل جديد ووعود جديدة أيضا، وكنت لأقول بإمكانية حدوث هبة شعبية كبيرة تطيح بكل الرؤوس المشتعلة المتحكمة في اللعبة الآن، ولكن هيهات، الحراك الشعبي يقوده شباب نشطون ومتحمسون ولكن كما يقول المثل (يد واحدة لا تصفق) ومع ذلك نحن عازمون كشباب على مواصلة الطريق حتى نعرى العسكر وجماعة السياسيين المتحالفين معهك وأشباه المثقفين المتمالئين ضد مصالح الشعب وطموحاته المشروعة مقابل مصالح آنية.