بدأنا نسمع بانضمامات إلى حزب الشيطان (الشيعة الرافضة)، وبأشخاص بلغ بهم سوء التربية وضعف منهج الآباء وغفلتهم إلى درجة إعلان الإلحاد والكفر، والعياذ بالله.. الدولة المتخلفة لاهية في إصلاحاتها الزائفة، والمشاريع العبثية المنهكة لميزانيتها مستمرة..
والكذب يصبغ السياسة بلونه القبيح، والمنشقين والمنضمين يتبادلون مقاعد المصالح بلا كلل أو ملل، كل يبحث عن إشباع أنانيته الضيقة المحصورة في نفسه وأقرب المقربين إليه غير عابئ بالمجتمع الذي لن تقوم له قائمة ما لم يتعاون أبنائه على البر والتقوى..
وفي خضم هذه النفحات الشيطانية يتجرأ الأبناء على الكفر في ظل نفاق الآباء وضلالهم، وبدل أن اكتب في السياسة التي لا تستحق في رأيي تضييع الوقت فيها، سأحاول توجيه نصيحة إلى كل عديم إيمان أو ضعيفه، إلى كل مغرور يعتقد أنه أقوى من بشريته القاصرة وأنه ابن الصدفة والحياة الفاجرة.. رسالة تأمل في الكون والنفس والفقر إلى الخالق جل وعلا.. أقسم بالله العلي العظيم أن هذا الإسلام هو دين الحق، والأدلة لا حصر لها، ووجود الخالق جل وعلا لا يحتاج لبحث وفلسفة، الفطر السليمة تشير إليه في وضح النهار وظلام الليل، والإنسان الضعيف إذا تورط في مصيبة أكبر من غروره الخادع، يجد نفسه مرغما - بوعي أو بدونه - يتجه إلى السماء السابعة ببصره وقلبه ولسانه، طالبا العون من القوي العزيز، الله الذي أوجده من العدم وهيأ له كوكبا معلقا بلا عمد في الفضاء السحيق! لا دخل له ولا للصدفة ولا للغرب الملحد في معظمه في دقة صناعته، الله الذي سخر له كل ما يحتاج إليه من الهواء إلى الطعام ليحيا بدقة متناهية لا دخل له في نظامها العجيب، الله الذي بث في جسده الصغير لغزا أبديا لن يحله ما دام حيا هو الروح، ذلك النظام المعجز الذي يراه حوله في أكثر ما يحيط به، من اليرقة وحتى الفيل، وهو يقف بحيرة وعجز يتفرج على عظمة الصانع ودقة الصناعة التي تنسي نظام الويندوز والأندروييد، ذلك الخالق اللطيف الحليم الغفور الذي لا يريد منه إلا أن يؤمن به، ويعمل صالحا ينفعه وينفع الناس لكرمه.. وإذا ضاقت به السبل وتنكرت له الحياة، وكشر أراذل الناس في وجهه، احتل الحزن عالمه الصغير فلا يحس بالراحة إلا عندما يخلو بربه الذي يريد له الخير كل الخير، ويبثه حزنه، أو يناجيه من خلال قراءة القرآن، ذلك الخالق العظيم الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا، فما من مكرمة إلا هو الأصل فيها، فكيف ينكر بشري وجوده سبحانه وتعالى وكل ما يحيط به يدل عليه؟!! كيف يرتاب في حقيقته وإيمانه لا يكتمل إلا بمحبته سبحانه وتعالى ومحبة رسوله الكريم أكثر من الولد والوالد والناس أجمعين؟! أتحدى من تحيط به الأمواج الهادرة في عرض البحر مهددة أن لا يتوجه بالدعاء إلى مالك البحار والمجرات، قال الله تعالى: "هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ".. أتحدى من تهتز به الطائرة في السماء القريبة اهتزازا مريبا أن لا يذكر ربه.. أتحدى كل ملحد وقع فيما لا ينجيه منه إلا القوي العزيز أن يستمر في مكابرته.. فلننظر في أسباب هذا البلاء المتفاقم، ولنبحث عن الدين الصحيح الخالي من البدع فإن الله تعالى لا يقبل عبادة لم يأت بها نبيه صلى الله عليه وسلم، ولنطبق تعاليم الدين في أنفسنا، ولنبثها للقاصي والداني جاعلين منها أساسا لحياتنا وحياة أبنائنا وجيراننا، ذلك وحده ما يضمن سلامة مجتمعنا من هذه الأمراض الغريبة التي بدأت تفتك به.. اللهم أحفظنا من البلاء ونجنا من الحيرة، اللهم إننا ضعفاء لا نملك إلا ألسنتنا التي قد تهلكنا، فاعصمنا من الكفر والزلل والضلال، اللهم لا شيء نربحه من هذه الدنيا الفانية غير الأمل في الفوز بجنة الخلد فاجعلنا نعمل عمل أهلها الكرام. اللهم إنك تعلم أن حياتنا لا تساوي شيئا إن لم يكن دينك هو أساسها، وأنت القائل: "إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، فأعدنا إلى صراطك المستقيم، واجعلنا متمسكين بمنهجك القويم، ونجنا من الحيرة والضلال.. اللهم آمين..