في هذه الأيام سيجد كل مواطن موريتاني ليست له أي انتماءات حزبية تحدد له سلفا موقفه من انتخابات 23 نوفمبر، بأنه أمام ثلاث خيارات: الخيار الأول: أن يشارك في انتخابات 23 نوفمبر، والتي تعتبر بكل المقاييس هي الانتخابات الأسوأ من حيث الشفافية، والأقل توافقا، منذ انقلاب الثالث من أغسطس من العام 2005، وحتى اليوم.
الخيار الثاني: أن ينضم لحزب المتفرجين السلبيين، والذين لا يكترثون أبدا لما يجري حولهم من أحداث، حتى وإن كانت تلك الأحداث ستؤثر ـ إيجابا أو سلبا ـ على حاضرهم وعلى مستقبلهم، وكذلك على حاضر بلدهم وعلى مستقبله أيضا.
الخيار الثالث : أن يقرر مقاطعة انتخابات 23 نوفمبر، وأن يعمل على إفشالها بكل الوسائل السلمية المتاحة له، وهو في هذه الحالة سيجد نفسه مضطرا لأن يكون في صف منسقية المعارضة، حتى وإن كانت له انتقادات كثيرة، وتحفظات عديدة، على المنسقية وعلى أحزابها. فيما يخصني كمواطن ليست له أي انتماءات حزبية، فقد وجدتني أقرب إلى الخيار الثالث، ولذلك فإني أعلن من هنا مشاركتي في مسيرة السادس من نوفمبر التي ستنظمها المنسقية دون أي يعني ذلك انتسابي لأي حزب من أحزاب المنسقية.
إني سأشارك في كل الجهود التي ستقوم بها المنسقية، وذلك لاعتقادي بأني :
ـ بتصويتي في انتخابات 23 نوفمبر أكون قد أطلقتَ رصاصة على الديمقراطية..
ـ بتصويتي في انتخابات 23 نوفمبر أكون قد منحتَ جرعة جديدة للاستبداد..
ـ بتصويتي في انتخابات 23 نوفمبر أكون قد ساهمتَ في إذكاء النعرات القبلية ..
ـ بتصويتي في انتخابات 23 نوفمبر أكون قد أعدتَ المسار الديمقراطي عشر سنوات إلى الوراء..
وإني أعتقد بأن أفضل خدمة يمكن أن أقدمها لوطني في هذه الأيام هي أن أقاطع انتخابات 23 نوفمبر2013، وأن أدعو إلى مقاطعتها.
سأقاطع تلك الانتخابات من أجل وطني..
سأقاطعها انتصارا للديمقراطية..
حفظ الله موريتانيا..