التصويت في الانتخابات الشرعية الشفافة يكون في الغالب لصالح المهمشين المغلوبين على أمرهم عن طريق أشخاص يتمتعون بالأهلية الأخلاقية التي تأهلهم لتمثيل الطبقة المسحوقة. لذلك دعونا نلقي الضوء قليلا على المهزلة الموريتانية
التي تنطلق اليوم، والتي يغلب عليها طابع التجار ورجال
الاعمال والمخنثين كذلك، والعابثين ، ومن البديهي أن هذا الصنف من المترشحين لا ينبغي التصويت له باي حال من الأحوال، لأن بتصويتك له فأنت تقضي على نفسك بنفسك، الحالة العادية والمعروفة هي أن المُصَوَّتِ له سيكون في خدمة المُصَوِت، وهو ما يعني بالضرورة أن من يترشحون في المهزلة الحالية سيكونون في خدمة الطبقة الفقيرة البائسة، لكن هل هذا هو الواقع؟ ، كل الكرنفالات السابقة المسماة زورا بأنها انتخابات عرفت نفس الطريقة ونفس الوجوه تقريبا وبالتالي نفس النتائج الكارثية في حق الناخبين وعليه فهم لا يمثلون الا أنفسهم البائسة.
دعوني في عجالة استحضر من يستحق أن نصوت له ، بدل التصويت في المسرحية الهزلية التي سينظمها العسكر هم أشخاص أكفاء وطنيين وعلى قدر المسئولية الملقات على عواتقهم بل إنهم قاموا بها على أحسن وجه ودفعوا فيها الغالي والنفيس، لقد دفعوا أرواحهم فداء لهذا الوطن الجريح، المكلوم ، المختطف، دون أن ننسى أن هناك الكثير من أبناء هذا الوطن الذين اختفوا دون أن نعلم عنهم شيئا ونحن مسؤولون إذا عن المطالبة بكشف مصيرهم.
كل هؤلاء الضحايا بمختلف قضاياهم وتباعد الفترات التي سقطوا فيها صرعي نتيجة الظلم والحيف والعنصرية والفساد وكل ما شاء الله من الأفعال السيئة على أيدي العسكر وزبانيته هم من يستحق أن نرفعهم فوق أكتافنا وننشد لهم الأغاني والأفراح لأنهم ببساطة يستحقونها. الجماعة التي سأسرد لكم يستحقون منكم كل الأصوات الانتخابية المتاحة لديكم ، يستحقون أن ندعمهم ونسير على نهجهم وبهذه الطريقة نكون قد أدينا واجباتنا تجاههم.
هل تذكرون محمد ولد المشظوفي ؟ لمين مانكان؟ رمضان ولد محمد؟ ضحايا الطائرة العسكرية؟ خدي توري؟ - بندا؟ - شيخنا الطالب نافع؟ - عبد الرحمن بزيد؟ - يعقوب دحود؟ ، شهداء الطائرة العسكرية؟ .... وغيرهم كثير.
المذكورين أعلاه كلهم ضحايا النظام العسكري الحاكم في موريتانيا كلهم بسبب التردي في طرق تسيير الدولة ومن مختلف الجوانب سواء الإجتماعي ، الأمني ، السياسي،
محمد ولد المشظوفي ضحية شركة (أم سي أم )، تلك الشركة التي لم نجن منها إلا التسمم والأمراض الفتاكة وفي الأخير يكون الضحية أحد أبناء البلد لأنه رفع صوته عاليا ضد الظلم ، ضد الجبن، لذلك هو من يمثلني ، وذلك بأن أظل على نهجه أطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة مهما كلف الثمن.
الضحية الأخرى التي تمثلني وأجدني مضطرا لأن أصوت لها لو كان لي صوت آخر هو "لمين مانكان" الشاب الذي لم يبلغ العشرين بعد، مواطن موريتاني خرج من أجل حق المفترض أنه يلبى له بكل بساطة ولكن رصاصة الغدر كانت أقرب إليه من حقوقه المسلوبة وبطريقة عنصرية فجة، وخدي توري الطفلة البريئة التي اغتصبها مجموعة من أشباه البشر، مجموعة من المرضى النفسيين ، هي من تمثلوني هي من سأصوت لها حتى تلغى مواد العار (مواد القانون الجنائي 309،310،312) وحتى تقف كل أنثى بكل ثقة نفس حيثما تريد وتسير حيث تشتهي دون أن تخشى من ذئاب البشر ، هي من سأذكرها دائما حتى تكون قضيتها عارا في رقبة النظام الجائر و رجال أمنه البخلاء.
كل هؤلاء الضحايا هم من يمثلني و أنا أختارهم بكامل وعيي وعن قناعة بدل العسكر ورجال الأعمال المتحالفين ضد فقراء هذا البلد المغلوبين على أمرهم، فلكم الله يا فقراء بلدي يا ضحايا العسكر.