لأنني عرفت السياسة والسياسيين عن قرب متوسط ولامست أغلب اطروحاتهم وخبرت تفسيراتهم الرخوية لقاعدتهم الرئيسية "فن الممكن"، فأجدني مرورا بكل ذلك أعاف الاختيار بينهم في انتخابات برلمانية وبلدية كان ديدنها ومازال أن يفوز الحزب الذي ينشئه العسكر بالأغلبية
الساحقة التي تسمح له بتمرير كل الاتفاقيات المضرة - جذريا- باقتصاد البلد ومقدراته، فيما توضع فيه أصوات معارضة ضئيلة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تغير من الواقع شيئا - داخليا أو خارجيا - وإنما وضعت كرتوش مساعدة في تلبيس الدكتاتورية الجوهرية لهذا النظام وإلباسها بثوب ديمقراطي لمجموعة أسباب -لم تقنعني شخصيا-.
هذا الحزب -الفائز بالضرورة - مكون من كائنات فضائية إذا ما تعلق الأمر باهتمامهم بحقوق المواطنين وتمثيلهم في منبر الشعب لأن ولاءهم - ولا ألومهم- للجهة التي ضمنت وتضمن لهم النجاح والعبور إلى مبنى البرلمان كل مرة - طبعا لا أقصد بتلك الجهة الشعب - ليحظوا بامتيازات تزداد رقعتها زمنيا مع تناقص امتيازات المواطن الأصلية البسيطة من ماء وكهرباء وصحة وتعليم .
لأجل ما سبق أجدني زاهدا في التعبير عن صوتي في انتخابات لا يمثل فيها صوتي أو أي صوت لأي مواطن تأثيرا، لأن أوراق البرامج الانتخابية التي يكتبها ذوو الخيال الخصب في وصف أرض الميعاد مل الناس قراءتها والاستماع إلى الشروح والشروخ اللفظية التي تصاحبها .... كل ذلك لم يحدث تغييرا ولن يحدثه .
لأجل ما سبق قررت أن يمثلني في أي انتخابات تنظم في بلدي في ظل حكم العسكر أحد ضحاياه ، نعم أريد أن ارفع عقيرتي باسمه وأن أوقع هذه الورقة بإعطائي صوتي له بكامل تركيزي ووعيي . لأجل ما سبق قررت أن أصوت للشهيد لمين مانغان الشاب ذي 19 عاما الذي لقي حتفه في مدينة مقامة اثر استخدام الدرك للقوة المميتة مع مجموعة من المتظاهرين من أبناء بلدي ضد احصاء ذي طابع عنصري، كانوا مجموعة فتيان ذووا مطالب بسيطة ينشطون في مجال المطالبة بالمساواة بين جميع الموريتانيين فقرر دركي يعي جيدا أن نظام الحكم سيحميه لو قام بأي حماقة أن يداعب سلاحه القاتل ويضغط على الزناد ، رصاصة ثقبت أفئدة عائلة الفتى حتى اليوم لأن جلاده لا زال مفلتا من أصابع العدالة المشلولة في موريتانيا إلا عن الضعفاء
الذين تعرف كيف تبطش بهم . أي بلد أوجد فيه ؟!
وأي عدالة تلك التي يقيس مقاسها خياط البذلة العسكرية؟!
وأي ديمقراطية تلك التي نعرف عن يقين أي كائنات فضائية سيحرزون الفوز فيها بأغلبية ساحقة ؟!
ألعن تلك العدالة ، ولا تمثلني تلك الانتخابات ولا ما ستفرزه ، وهذا النظام العسكري ديمقراطيته المسخرة لا تمثلني، أنت أيها الشهيد الذي كُتمت أنفاسه ذات مساء في مقامة، حين كان دركي يلعب بسلاحه القاتل مع شعب أعزل يتظاهر من أجل حقوقه، أنت هو من تمثلني ـ لذلك سأصوت لك ـ .
http://alkachiv.blogspot.com/2013/11/je-vote-pour-elchehid-lamin-mangan.html