منذ سنوات اتصل بي احد رجال الأعمال الأجانب في اطار مشروع استثماري ، حاولت ان اقدم له ما امكن من الخدمات.
لم تكن الأمور سهلة و لا مسيرة و نصح احدهم رجل الأعمال الأجنبي بالتوجه الى شخص مقرب من وزير اول آنذاك و حدد موعدا لنا معه في احد مطاعم المدينة الفاخرة.
توليت الترجمة بينه مع الضيف و بعد ان فهم المشروع طلب منا اللقاء بعد يومين.
في الموعد الثاني قدم لنا عرضا.
ان نسجل 40 بالمائة من المشروع باسم ابن رئيس الوزراء و عشرة بالمائة باسمه شخصيا كعمولة له.
سأله الأجنبي ان كان السيد رئيس الوزراء مستعدا لاستثمار امواله في المشروع كان جوابه الرفض و ان كل ما سيفعل انه سيوفر لنا التصاريح و الأذون و أبدى استعداده للقائنا مع الوزير الأول في حالة موافقتنا للحديث في التفاصيل.
كان هذا الرجل سمسارا لرئيس الوزراء و احد اطر الحزب الجمهوري الناشطين.
طبعا رفض رجل الأعمال و ترك المشروع و قفل عائدا الى بلاده.
تذكرت كل و انا في شقتي استمع من خلال المكبرات لمهرجان لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية في الملعب الأولمبي.
كان السمسار أحد المتحدثين ، ببدو انه اصبح قياديا في حزب الدولة الجديد ..تكلم عن انجازات السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز و ركز على نقطة محاربة الفساد و القضاء على المفسدين.
بصراحة احسست بشعور غامر بالاحترام لهذا الشخص ....
لم يتغير أبدا، مازال مبدئيا في مواقفه منحازا الى قيمه العليا و الى اشباهه من الرؤساء.