تلعب المعارضة في النظم الديمقراطية دورا رئيسيا في نقد وتوجيه النظام والاحتاج على سياساته ونهجه و ذلك عبر المهرجانات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية وهي بذلك تستنهض همم المواطنين وتربي فيهم الحس الوطني والديمقراطي ، كما تمتلك المعارضة مشروعا وطنيا وخططا وبرامج تعمل على تحينها وصقلها انتظارا لليوم الموعود ، يوم تسلم السلطة .وفي النموذج الموريتاني يبدو المشهد رتيبا متثاقلا أحاديا في كل شيء.
فالمعارضة التقليدية ذات الإرث النضالي العتيد ما بين قتيل وجريح وأسير يجاذبه القد
والمعارضة الناشئة ما تزال في مرحلة المناغاة وتعاني من تشوه خلقي شتت شملها وبعثر جهودها . وعلى الرغم من خلو الساحة للنظام وسياساته فإن ما تحقق من انجازات غير مشجع ولا يبعث على الارتياح ولا يناسب الامكانات المتاحة.
واعتقد ان غياب معارضة جادة وقوية من أهم أسباب تراجع وتيرة المكاسب على المستوى الاقتصادي وكذلك على مستوى الحياة السياسية و الحكامة الرشيدة .
ويحق لنا أن نتساءل من منطلق الحرص على الوطن متى سيبزغ فجر معارضة قوية قادرة على العبث بهدوء النظام وصمته المرضي وتستحثه وتستكرهه على منازلة الواقع بخيرة خيله ورجله بدلا من تكرار الاسطوانة
المعهودة .