على كفة الوطن / أعل الشيخ ولد سيد الخير

altلقد عمت ساحتنا السياسية مواقف متناقضة من الانتخابات الحالية ,  يتصدرها موقفان : المقاطعة والمشاركة  كخطين عريضين للخيارالسياسي  ولكل تيار حجته ودوافعه اللتي تبدو مقنعة  لتبرير موقفه من وجهة نظر مناصريه ,فماهي انعكاسات هذا التخندق على مجتمعنا ؟

وما هي الآفاق المستقبلية للطرح السياسي ؟

ان هناك مسلمة لا غبار عليها تجزم أن الاقصاء لا فائدة له في الأوطان والمجتمعات اذ يشرذ مها ويجعلها فتاتا بعدما كانت صلبة متناسقة والا قصاء الفكري  أشنع أنواع هذا المرض وبما أن السياسية في جوهر ممارسيها هي روح الأوطان وخلاصتها وسبيل القادة الى توجيه الشعوب والطريق المعبد السالك الى العروش فأخلا قها ملزمة أكثر من أي أخلاق  أخرى

فوجود أرضية مشتركة و جو مناسب للوفاق أهداف سامية يجب على السياسي أن يطبقها في اطار ممارسته ,    وساستنا !رغم ما سمعنا في الاذاعة من مبادرات لرأب الصدع  ولم الشمل الا أن السيل بلغ الزبى وشمر كل عن ساقه لكي يصل الى أعلى قمم الاقصاء بصيغة ترفضها المسؤولية ويشمئز منها الالتزام  فالمشاركون يتبجحون بانتهاء الصلاحية الدستورية وينثرون  سهام حجاجهم  :  دعو للحوار وحاولو مبلغ جهدهم الوصول مع مناقضيه  الى أرضية واحدة !

والمقاطعون لا ذاكرة لهم ولا يصف حالهم الا صورة من دخل صلاة مع امام يعرفه منذ زمن فلما توسطت الصلاة انقلبوا على أعقابهم  لقد  اكتشفوا أنه فاسق ! فما لزموا ما عرفوا قبل دخولهم معه وما واصلو معهم بل قاسوا المساحة باللتر , أو سعو لشيء لم يصلوا اليه الله أعلم ماهو !

رغم ذالك فان كلا الفريقين أخطا حيث ظن الاصلاح  فمن يلقى رأي بعض أبناء الشعب الموريتاني ولا حجة له غير أنهم “حكومة”

لم يستوعب بعد أن الوطن للجميع وما الحق الذي يخول للبعض التحدث عن مصالح الوطن ويحرمه على الآخرين أليس الرئيس وحكومته وأغلبيته ومعارضته مواطنون ؟ أليس الدستور هو المنظم لمعاملاتهم ؟ فما سبب هذا الجفاء أظن أن لهذا علاقة بالحراك العربي فالمعارضة قد استنتجوا قانونا يقول أن الدول يجب أن تبدأ من الربيع بنقض الالتزامات السابقة مهما كانت حتى لو ألزمها القانون فما بعد الربيع أمر وما قبله حدث عابر لم يشارك أي أحد في صناعته رغم أن الدولة ليست أقدم من طبقاتها السياسية  وهذا لم يحدث أي فرق في الطرح عند هؤلاء  في عبثية في فلك السياسة قل نظيرها!

ان الحالة الآن  ليست الا مصادرة على أفكار الشباب فدأب مجتمعنا هو ان يخنق حرية  الشباب حتى صارت أفكاره تؤخذ وسيلة للوصول الى أهداف وضعها الشيوخ وجند فيها الشباب فلو كانت هناك محاولة للثورة لما صار للشيوخ تابعين لذالك وبما أن القضية غائبة في ممارسة المعارضة فلماذا عدم التوافق اليسو من مستوى فكري واحد وأصحاب نظرية واحدة في الحكم  والمعارضة لكن حال الجريض دون القريض !

ان هذه الانتخابات لها أهميتها الكبرى في التاريخ الموريتاني فبعدها اذ ستوضح لمن انتماء غالبية الشعب كما أن الطبقة التي ستطفو على السطح سترسم  الاتجاهات العريضة لسياسة موريتانيا في العشرية المقبلة  فأرجو من العلي القدير أن يلهمها المسؤولية وينزع من قادتها حب السلطة ويسدد خطاهم الى طريق  سالك للازدهار .

 

11. نوفمبر 2013 - 22:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا