علم وطني ممزق يساوي روح وطنية صفر / الحسين ولد محمد عمر

الحسين محمد عمربعد أيام ليست كثيرة سيحل اليوم المسمي العيد الوطني اليوم الذي تبرعت فيه علينا فرنسا بما يسمى الاستقلال الوطني يوم الثامن والعشرين من نفمبر، هذا اليوم الذي ازداد يوما بعد يوم يقينا أننا كنا بحاجة إلى تأخيره حتى يتكون لدينا جيل يؤمن بالدولة كنظام سياسي يستحق منا كل التضحية والاحترام، فلكل دولة مقدسات و أشياء

 جامعة يلتف حولها كل المواطنين ، رموز يرى  فيها المواطنين تعبيرا عن ذواتهم ، ولكنا ذوات الكثير من الموريتانيين مريضة وبحاجة الى عملية قيصرية حتى تخرج من رحمها البدوي، بحاجة إلى دروس في التربية المدنية، تلك المادة التي لم يدرسوها في مرحلتهم الابتدائية مطلقا.

تقابلك وأنت تتجول بين الادارات والمؤسسات الموريتانية حالة العلم الموريتاني منكسرا ذليلا تتدلى أنابه البالية فوق هذه الادارات في حالة مزرية تعبر بجلاء عن مستوى مدنية قاطني هذه المؤسسات القابعة في الحضيض، فالعلم المفترض أن يكون ممثلا أعلى لكل الشعب الموريتاني تراه ممزقا وباليا ولا قيمة، لكن لا أستغرب ذلك حين يكون العلم الرسمي لوزارة الداخلية خرقة بالية لا يتجاوز طولها نصف متر وبلون باهت مثل كل ما يصدر عن تلك الوزارة، مبنى البرلمان هو الآخر لم يحظى العلم فيه بأي تقدير ولا اهتمام فترى أسماله متدلية عند مدخل السارات ، لكنني قد أجد العزاء فهو برلمان خاوي لا يزوره زائر ومنتهي الصلاحية وأغلب البرلمانية لا يعرفون الا أين توجد البنوك حيث حساباتهم لاستلام مرتبات بالتأكيد لا يستحقونها وستكون نارا تحرقهم في بطونهم المنتفخة مع وجود استثناء وإن كان قليلا، وليس مبني هيئة اتحاد المغرب العربي بأحسن حالا بل في حالة مزرية ومخجلة، فأعلام الدول المغاربية في حالة جيدة الا أن العلم الموريتاني فحدث ولا حرج، والسبب هو قطعة القماش الرديئة التي رسم عليها العلم والأكيد أن بقية الثمن احتوى عليه أحد المسؤولين "المَسْعُوْلِينْ" ، هناك أيضا مدارس ومنظمات وغيرهم كثير لا تتعدى الوطنية لدى مسؤوليها الكلمة التي تخرج من أفواههم المعوجة.

للأسف الشديد هؤلاء المنافقين المدعين للوطنية لا يتذكرون العلم وقيمته إلا عند اقتراب "عيد الاستقلال" فتراهم يحتفلون ويحتفون ولكن ذواتهم الداخلية كئيبة ومنفرة ، ولا يعدو هذا اليوم بالنسبة لهم سوى طقس باهت لا يستحق العناء، ولا أستبعد أن تراهم يشترون تلك الخرقة القيمة الجريحة خلال الأيام القادمة ولكن إن فتشت في نفوسهم المريضة ستدرك أنها عادة مملة دأبوا عليها دون أدنى وقفة عند قيمتها الكبيرة، ولا يختلف عنهم أولائك الذين يتاجرون بأي شيء رائج فالأعلام المنتشرة الآن خير دليل على أن الموريتاني يستطيع أن يبحث عن النقود في أي شيء كان حتى ولو كان أغلى مقدس لديه.

لكن قبل أن أنسى دعوني أشير إلى أن دولة تدار من قبل مجموعة ضباط عسكريين جعلوها مثل ثكنة عسكرية لن ينموا لدى مواطنيها أي حس بالوطنية ولا ما شاكلها من مقدسات سامية تغرس لديهم من خلال السيرورة السلسة للنظام العام بل سيستمر الشعور بالحس الوطني وتقديسه بالتدهور، وغرس مزيد من القيم المعيبة والدنيئة نتيجة الاحتقار الذي يقوده العسكر بحجج تصدق عليها المقولة  " حق أريد به باطل"وقد حرصت على تصوير تلك الخرق البالية المسماة أعلاما حتى لا يظهر لنا أولائك الخونة غدا وكأنهم حراسا ملائكة للعلم الوطني.

altaltaltalt

15. نوفمبر 2013 - 8:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا