دور مزخرفة ،وبنيات حكومية، وخيمتان ، وثلاث صبية..
هذا كل ما هو موجود في المدينة !!
فهي توهمك و أنت القادم من بعيد أنه يوجد هنالك شعب بعد الحصي ، له ما لنا وعليه ما علينا ،يفترش أرضه ويلتحف سماءه ويأتيه عيشه رغداً، لكنك عندما تجول وتجول تلقي المدينة خاوية علي عروشها وكأن بلاءً حل بأهلها وألقاهم صرعي كأعجاز نخل خاوية جاءت رياح هادرة فنقلتهم الي مكان ما ، فحلت اشباح وشياطين مكانهم،
هذا إذا تشخيص مقتضب لحالِ مدينة " الشامي " الوليدة ، المنتمية بكبريائها لموريتانيا الجديدة التي تنفق فيها الاموال الطائلة من اجل صناعة مدن بدل ترميم أخري كان من المفترض أن يكون ، فعل درج عليه الجنرال لحاجة في نفسه هو وحده يعلمها منا ، ويعلمها فوقنا وفوقه علام الغيوب .. المطبلون والمزمرون يعدون تصرفا كهذا من إنجازات الرئيس الذي قطع علي نفسه أن ينجز كل شيء متوكأً علي عصاه السحرية التي توجد في مخيلة كل الداعمين له , لكن في الحقيقة هي افعال صبيانة غير ناضجة ، المراد الوحيد منها هو تلميع الصورة أمام الناس ويبقي ما في الصدور في الصدور ...
لم أجد مطلقا فائدة من زيادة عدد المقاطعات وزيادة عدد النواب المفترضين لهذه المقاطعات الزائدة (الزائدة الدودية). إلا إذا كان الجنرال يريد زيادة عدد المسبحين بحمده في غرفة البرلمان المخطوف علي غرار كل المؤسسات الدستورية في البلد، وهدر بعض الأموال في إنشاء مدن لسواد عيون رجال أعماله التابعين له ، حيث تكرر تدشين منشئات حيوية في هذه المدينة الخلاء من قبيل الكهرباء والمستشفيات والمدارس ، والمدن الكبيرة والعواصم العتيقة ترزح تحت نير الظلام وغياب المدارس و المستشفيات وحتي المختبرات الضرورية التي يطلع الطالب فيها علي ابجديات التجارب العلمية بالعين المجردة وقديما قيل (ليس من رأي كمن سمع) ... أنتبه أحدهم في غفلة من الآخرين ولاحظ ملاحظة في غاية الدقة وألهمني إياها ، أن كل ثانويات العاصمة الموريتانية لاتحتوي مطلقا علي مختبرات وهو ما يعد نقصا كبيرا في التعليم خصوصا ما هو علمي منه إذ لا يمكن إتقان الدروس العلمية إلا من خلال التجارب التي يقام بها علي المختبر ..!!
ما دام الحال هكذا فما الداعي إذا لإنشاء مدن حتما سيكون وجودها عبأً علي الدولة وزيادة في رقم ليس إلا ؟؟