التعليم، كلمة سر نجاح العدالة و التنمية...، و هذا ما أدركته مراكز القرار لدى الدول الإستعمارية سابقا، و حينما قررت منح الإستقلال الصوري لمستعمراتها، مع ضمان تبعيتها لها، فرضت على الشعوب نخبة تم تكوينها وفق مناهج الغرب، و من أجل إستمرار التبعية عمدت إلى إفساد التعليم بأساليب و أدواة كثيرة، و هذا ما يفسر تشابه الخلل في استراتجيات التعليم لدى البلدان النامية، و إستمرار نهب ثرواته الطبيعية، بشكل هيستري، و تعميق الهوة بين شعوب البلدان المتخلفة و شعوب الدول المتقدمة.
الغرب يؤمن بأن مصادر تمويل تفوقه و تقدمه قائمة على نهب ثروات الأمم المتخلفة، مما يتطلب إفساد التعليم و كل ما يسمح بنشر الوعي لدى الأمم المقهورة.
و ما يتم من إعتماد سياسات تتسم بالتذبذب و الدوران في حلقة مفرغة، تارة يدرس باللغة العربية و تارة أخرى باللغة الفرنسية و أحيانا يتم تمديد عمر الثانوية العامة بسنة و يتم تقليصها بعد ذلك... إستراتجيات الفشل هذه يتم الإنفاق عليها بإسراف كبير، و برعاية مؤسسات التمويل الدولية، التي ترى بأن الإهتمام بالمعلم و الرفع من مستواه المادي و المعنوي، إنما هو زيادة في الإنفاق العمومي، مما يرفع العجز على مستوى الميزانية، و يزيد من مستوى خدمة الدين الخارجي و الداخلي... إلى غير ذلك من المبررات الجاهزة لدى دوائر المالية الدولية الوصية علينا!!!...
معركة إصلاح التعليم في بلادنا، تتطلب جيلا يؤمن بأن لا تنمية و لا تقدم و لا حرية بدون تعليم ناجح يقوم على الإستثمار في الكادر البشري، و في المناهج التربوية بكل ما نملك من ثروات، جيل متحرر من نظريات مراكز القرار الدولي.