الانتخابات الموريتانية .. " حاميها حراميها " / محمود ولد السيد

altبغض النظر عن الجدل حول المشاركة من المقاطعة لانتخابات 23 نوفمبر إلا أنه بات من شبه المؤكد أن هذه الانتخابات من أسوء الانتخابات التي شهدتها موريتانيا على الإطلاق ، بل أنها أثبتت تفوقها من حيث سوء التنظيم و الفوضوية و البطء على انتخابات العهد الطائعي.

و إذا كنا في السنوات الأخيرة قد قطعنا أشواطا لا بأس بها من حيث الشفافية في الانتخابات، و القدرة على التنظيم المحكم نسبيا ، إلا أن هذه الانتخابات قد أعادتنا القهقرى لنستيقظ على وقع مهزلة توافرت فيها كل شروط المأساة الملهاة و البطل فيها لجنة "مستقلة" مستغلة ، تتوفر على كل الشروط إلا الحول و القوة .

لجنة تفوقت حتى على وزارة الداخلية أيام عنفوانها "التزويري" ، فقد صوت الأموات قبل الأحياء ، و زاد عدد  المصوتين على عدد المسجلين ، و حولت مكاتب تصويت بأكملها ، و منع مراقبوا الأحزاب من أداء أدوارهم ،  و استؤثِر بالمحاضر حتى لا تطالها يد المرشحين ، و صوت رؤساء المكاتب نيابة عن المصوتين .

ثم بعد أن انتهت عملية التصويت" ليليها" و" نهاريها" حبست الأنفاس،  و شغلت العقول و القلوب ؛ بانتظار نتائج تشبه المزادات و المضاربات "البورصوية" ، فهذا  الحزب يعلن نجاحه ، و ذلك المترشح يعلن تقدمه ، هذا يعتصم ، وهذا يتظاهر .

ثم يبدأ الإعلام  اللامهني ممارسة التضليل و التلبيس ؛ مدفوعا في ذلك بالاستناد إلى مصادر حزبية ، تنشر في أحيان كثيرة ما تأمل لا ما تتأكد منه ،  أما اللجنة المسكينة فلا أحد ينتظر منها  النفي أو التأكيد ، و نبيت نحن الليالي أسارى لمواقع و تلفزيونات و إذاعات همها الوحيد مطالعتنا من حين لآخر بنتائج تباينها تباين الشمس و القمر .

كل هذا ينتج حالة فوضى كامنة الله وحده يعلم متى يشتعل أوارها ، وما ستؤول إليه ، حين يقرر كل فريق  التمسك بما يراه نتائج صحيحة ، مستدعيا في ذلك نماذج إقليمية و قومية نجحت في مرات و أدخلت بلدانا فوضى عارمة في أكثر المرات .  

27. نوفمبر 2013 - 13:06

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا