لقد قام وفد من منسقية المعارضة الديمقراطية بزيارة لمدينة الشامي يوم الثلاثاء 19 نوفمبر الجاري وكانت الملاحظة التي أجمع عليه الوفد هي أن هذه المدينة خالية من أي ساكنة سوى العفاريت وقد ذهب أحد قيادات المنسقية إلى تسميتها بمدينة "السافي" بدل الشامي.
وفي يوم السبت 23 من نفس الشهر بلغنا أن سكان الشامي قد أدلوا بأصواتهم لاختيار نائب وعمدة للمدينة المزعومة. وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت لها عمدة ونائب منتخبين وفي شوط واحد.
وفي 27 من نفس الشهر يقوم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بزيارة للمدينة ذاتها حيث يلاحظ المتتبع للربورتاجات التلفزيونية تواجدا غير مسبوق لسكان نفس القرية وتقاتلهم لمصافحة فخامته حيث أن ما حدث في الشامي من تدافع وازدحام من أجل مصافحة الرئيس ـ ماشيا وراكبا ـ لم يحدث قط في أكبر مدننا الواقعية.
لقد رأينا آلاف المواطنين يتواجدون في الشامي في هذا اليوم ويرفعون الشعارات المؤيدة للرئيس ولأحزابه (الاتحاد من أجل الجمهورية والحراك الشبابي) ورأينا مسؤولي أحزاب أخرى يصارعون لمصافحته.
فهل كان ذلك ردا على ما نقله وفد المنسقية ليقول لها فخامتة كذبتم فالشامي عامر بأهله أو على الأصح بأهل انواكشوط وانواذيب اللتين تبعدان حوالي 250 كلم منها.
فالسؤال الذي يطرح نفسه أيها نصدق : الصور التي رآها ونقلها وفد المنسقية أم مسرحية الإدلاء بالأصوات في المدينة أم ما نتاقله الإعلام عن التواجد الكبير للسكان إبان زيارة الرئيس لها؟
نترك حق الرد على هذا السؤال لجناب القارئ الكريم.