سياستنا اللعينة / عثمان جدو

(من استعمل رجلا من طائفته وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين ) أو كما عليه الصلاة والسلام .

السياسة هي رعاية الشؤون الداخلية والخارجية للدولة , وهي أيضا دراسة السلطة لتحديد من يحصل على شيء ما ... وهي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة , وهي دراسة العلاقات والطبقات , وهي فن الممكن , بمعناه الذي يعتمد على دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا , وليست فن الممكن بمعناه الدال على الخضوع للواقع السياسي  , وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة ...

اختلفت التعريفات وتعددت في ظاهرها , لكنها متفقة في مضمونها على أن الهدف من السياسة هو التدبير بما يقتضي المصلحة العامة , وصيانة حقوق الأفراد والجماعات بالشكل الأمثل , والاجتهاد في اختيار من يصلح لذلك ويقوم به على الوجه المطلوب , فهل كان لمشهدنا السياسي حظ من ذلك كله ؟؟

لقد ظهرت أحزابنا السياسية ورموزها في أثواب ومشاهد مختلفة , فتقمص البعض الميكافيلية ( التي تستخدم كل الوسائل مهما كانت ـ طيبة ..خبيثة ـ للحصول على غاياتها وأهدافها { الغاية تبرر الوسيلة})

وظهر البعض بشعارات ابروباغاندية ـ والتي يلجأ أصحابها عادة إلى التأثير على سلوك الغير , وذلك بإقناع الآخر لما يريد باعتماد الترويج و الإعلانات وغيرها .. واستهدفوا العقول لغسل الأفكار وتغيير الآراء , وأجاد الكل التحايل والتمثيل سعيا لسلب إرادة الناخب واحتوائه , وهضمه بسهولة .. واللافت في الأمر أن الكل كان ديماغوجيا بامتياز , إذ اعتمد الكل أساليبه الخاصة وخطاباته ومناوراته وحيله السياسة لإغراء الناخب , بوعود كاذبة وخداعة , ظاهرها أن المصلحة للشعب وعمليا من أجل الوصول إلى المنصب والحكم , وابتعد البعض بذلك عن كنف العزيز ليرتمي في أحضان المقتاتين على فتات العزيز , وأبدل البعض شعور الدين بشعر أو شعار كلاهما في الغالب مستعار ...

وقبل ذلك قاطع البعض بحجة النزاهة المفقودة والفساد المتحكم والمنتشر .. لكنها مجرد شعارات لا تختلف عن الشعارات السابقة , فلقد عودنا سياسيونا أن مصلحة الحزب عندهم أولى من مصلحة الوطن .. المهم أنه بتلك المقاطعة مكن المقاطعون للمفسدين وأعانوهم على النماء والتفرد بالسلطة ونشر الفساد لأنهم مفسدون حسب زعمهم ...

وهنا أصل إلى الطرف الآخر من المشهد السياسي المرتبط باللجنة الوطنية أو اللاوطنية , المستقلة أو المستغلة للانتخابات أو المحابات , أردت أن أجمع التعريفات فقط كي لا أغضب طرفا سياسيا , المهم أن عمل هذه اللجنة باختصار أتسم بالارتجالية والبطء والتخبط والنقص والانتقاء , وهذه أمثلة :

ـ اختيار مشرفين ( رؤساء وأعضاء مكاتب )تقدموا سابقا إلى للجنة كمرشحين للانتخابات ـ البلدية والنيابية ـ وللأمانة تم تصحيح بعض هذه الحالات بعد لأي وبقي أو فات الآخر.

ـ اختيار مشرفين ناشطين صريحين في الحملات الدعائية لبعض الأحزاب .

ـ السكوت على الاستخدام العلني والفاضح للمال السياسي , من أجل سلب إرادة المواطن الانتخابية .

ـ اختيار مشرفين من الشارع ونسبتهم إلى التعليم كذبا وبهتانا .

ـ الارتجالية في إرسال المكاتب , حيث حدث تأخر غير مسبوق في إرسال المكاتب إلى ليلة الاقتراع مع العلم بوعورة بعض المناطق وانعدام الطرق مما يتطلب إرسال المكاتب يوما أو يومين قبل الاقتراع, واعتمدت اللجنة في بعض المناطق تخصيص سيارتين مثلا لكل بلدية , ونسيت أو فاتها أن البلديات تتداخل أحيانا وتتباعد جغرافيا , فكان من الأولى اعتماد الخطوط الطرقية والاعتماد عليها بدل الحيز الجغرافي للبلديات , ربحا للوقت وتوفيرا للجهد والوقود.

كما حدث أيضا أن الأقفال لا تؤدي  خدمة الإغلاق , وتحمل نفس الرقم وتفتح في الاتجاه العكسي ..

ـ  عدم إتاحة الفرصة لممثلي الأحزاب كي يحضروا مركزة النتائج , بل وحجبها عنهم حتى تجميع العدد الأكبر منها ... رزقنا الله في المستقبل دولة مدنية وأحزاب وطنية ولجنة مستقلة ..

 

ـ عثمان جدو ـ كاتب وناشط حقوقي ـ [email protected]

28. نوفمبر 2013 - 20:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا