ليس من جدال في أن العمل هو أساس بناء المجتمعات كما أن له أثرا كبيرا على حياة الفرد والمجتمع.
هذه بالطبع مسلمة لا يجادل أي منا في أمرها ، فهل هي مسلمة مطلقة أم نسبية لما تحمله في كنهها من بنيات أساسية تجعلها غير قابلة للطرح المعاكس ؟.
ذلك أن العمل يمنح الفرد شعورا قويا بالمسؤولية تجاه نفسه أولا ومجتمعه ثانيا كما يساعد على التنمية الاقتصادية كما هو واضح في وقت يمكن من تعزيز الترابط الاجتماعي بين المجتمع.
وإذا كان العمل على هذا النحو من الفوائد فضلا عن مزايا جمة أخرى لم نتطرق لها لضيق المقام فإننا لا نجد بدا من التركيز على الحديث عنه في سياق هذه المعالجة المحدودة.
ولهذا فإننا نتحسس أوجه كونه أصبح اليوم مربط الفرس بالنسبة لنا كدولة تحتاج على نحو كبير تضافر جهود الجميع للصمود في وجه الزمن القاسي الذي لا يولي أي اهتمام للشعوب الكسولة حتى لا نقول التي هي عالة على غيرها.
إن قابلية البقاء والاستمرار بالنسبة للشعوب تقاس بما تنتجه من حاجاتها، فالشعوب التي تأكل من وراء حدودها معرضة لمخاطر الاندثار، ولنقل ذلك صراحة فالأمن الغذائي يدخل ضمن السيادة، والأمن الغذائي لا يتحقق إلا بالعمل الدؤوب والجاد الذي يساهم فيه الجميع، كل حسب موقعه وتخصصه.
ونحن حين نقول إن هذا الأمر يتطلب مشاركة الجميع فذلك على وجه التعميم .
بيد أن الأمر موجه للشباب أكثر من غيره، وهذه مسؤوليتهم، وتلك واجباتهم وعليهم تحملها بالشكل المطلوب.
فهم الطاقة الحية المعول عليها في المستقبل، وحملة لوائه وليس لديهم من عذر في هذا المنحى.
شبابنا اليوم تتفتح أمامه عديد الفرص لكونه أصبح هو شعار المرحلة، وكل الجهود منصبة لخلق أفضل الظروف الممكنة لتعبيد الطريق أمامه سبيلا إلى الوصول إلى غاية التمكين التي رسمت ضمن برنامج "طموحاتي للوطن". ولم يبق سوى التشمير عن السواعد والتحلي بالجد والمثابرة واتخاذ العمل المنتج وسيلة وغاية لدى كل فرد منا، والعبء الأكبر يقع على عواتق شبابنا.
حمود أحمدسالم محمدراره .