ذكرى الاستقلال مدعاة للوحدة... / باي لي

altنعيش هذه الأيام الذكرى الثالثة والخمسين لعيد استقلال بلادنا المجيد. استقلال تحصلنا عليه بتضحيات ومقاومة أبناء هذه الأرض الأوفياء الذين أظلتهم روح الإسلام الخالدة التي تأبى الخنوع والاستكانة، مقاومة كان جانبها الثقافي وتجانس وعينا الوجودي وانتماؤنا الديني الأكثر تأثيرا في مجرياتها دون إغفال أو تجاهل للجوانب المقاومية الأخرى..

وتزامنا مع هذه الذكرى الغالية تتعالى عدة أصوات نشاز لا يجمعها إلا الحرص على الاضرار بسكينة واستقرار هذا المجتمع المسلم المسالم.

الأمر الذي يستدعي من النخب الفكرية وقادة الرأي في مجتمعنا أكثر من غيرهم تحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على لحمتنا الاجتماعية والعمل على سد بعض الفجوات التي يحاول بعض مريضي النفوس ممن يدمنون التفرقة ويحنون للدماء ويعتاشون على نكء الجراح - من أي مورد كان مشربهم - أن يتحينوا الفرص لتوسيعها عبر القفز إلى الواجهة بتصريحات من هنا وتأليبات من هنالك شمالا أو جنوبا، شرقا أو غربا.

إننا شعب متعدد الأعراق يعيش على رقعة جغرافية مترامية الأطراف يجمعنا تاريخ ومصير مشترك ودين واحد، نختلف أحيانا إلى حد التجافي كما قد يحدث بين الإخوة في البيت الواحد. فكما أن الخلاف مهما تعاظم يستطيع رب الأسرة وعقلاؤها فك طلاسمه وإنصاف الجميع معتد ومعتدى عليه ليعود الهدوء والسكينة إلى البيت قبل أن ينهدّ، فعلى العقلاء من الأمة أن يعملوا على لجم كل طموح غير مشروع يسعى للنيل من وحدة هذا الوطن بأي حجة كانت، والتصدي كذلك بحزم للأفراد والجماعات ذات الفكر الانعزالي والاقصائي التي تخرجت من مدارس قهر وظلم الشعوب وتدربت في معامل الهدم الاعلامي..!

فهؤلاء وأولئك كلهم خطرهم سيان وهو محدق، والوقوف لهم بالمرصاد لا يحتمل أي تأخير، والأنسب أن يكون ذلك بالحوار العقلاني المنصف المراعي للمصالح العليا للوطن والمحافظ على الثوابت والمتجاوز للأنانيات والعقد.

فكل ما عدا الثوابت والمصالح العليا للوطن أمور مرحلية لا ينبغي أن يغتر بها أحد...

 

الشيخ باي لي - باحث اجتماعي

30. نوفمبر 2013 - 11:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا