تزوج رجل من أهل ايكيدي الأفاضل سيدة من اهل الشرق ، لم تكن الزوجة تعرف تحضير العيش و كان الخيار الوحيد أمامه ان يتعشى بالمعكرونة أو الأرز أو الكسكس بلحم الخرفان و الدهن الحر .
عانى صاحبنا كثيرا و تغيرت طباعه و اصبح عصبيا و في النهاية فضل العزوف عن تناول وجبة العشاء و سريعا ما هزل جسمه و بدأت أعراض القرحة المعدية تنغص عليه حياته.
فكر مليا و استخار الله و قرر التوجه الى منبع صناعة العيش في اكيدي وبعد الكثير من التنقيب وجد شابة ورثت من اهلها فنون و اسرار العيش و اتفق معها على ان تتنقل معه الى العاصمة مقابل أجر محترم .
مرت الأيام الأولى بخير و بدأت صحة صاحبنا في التحسن و بدأ اثر العيش يظهر على محياه .
بعد ايام قليلة اصبحت الشابة من مدمني المسلسلات التركية وبدأت في اهمال مطبخها و اصبح العيش المحروق و الغير مجهز بشكل جيد عشاء صاحبنا .
صبر الرجل كثيرا و نبه الفتاة الى ضرورة التخفيف من متابعة المسلسلات .
لم تلق الشابة بالا الى نصحه و استمرت في اهمالها .
بعد اشهر من المعاناة قرر صاحبنا أن يضع حدا لهذه الشابة الطائشة.
استدعى الفتاة الى الصالون بحضور كل افراد الأسرة ، بدى على محياه الغضب الشديد رغم محاولاته إخفاء ذلك بابتسامة متصنعة. سألها : هل تأخر راتبك يوما أجابته بالنفي. هل ضايقك أحد من أهل البيت ؟ اجابت بالنفي . هل طلبت أي شيء و قصرنا في تلبيته ؟ اجابت ايضا بالنفي.
قال : لقد جلبتك من بعيد و اعطيتك الراتب الذي طلبت من غير أي نقاش و اظن انني عاملتك كما اعامل أفراد الأسرة و كل هذا مقابل امر واحد و هو ان تجهزي لنا العيش الجيد .
الآن اود ان أوضح لك قراري الذي لن يثنيني عنه أي شيء ، سأمنحك فرصة اسبوع و احد و إذا لم تنتبهي لعيشك فإننا سنتعشى بالكسكس كل ليلة.
*********
بعض المشتركين في الانتخابات الهزلية الذين تعرضوا للتزوير الفاضح و الضرب و الإهانة ينتقلون من التهديد بمقاطعة الشوط الثاني الى التهديد برفع الشكوى للمجلس الدستوري .
هل تعرفون من هو رئيس هذا المجلس ؟
انه الصغير و لد أمبارك !
هل عرفتم مدى خطورة التهديد . و هل ادركتم مدى الخوف و الرعب الذي سيعاني منه ولد عبد العزيز ؟
كل ما أتمناه ان يضبطوا اعصابهم و يحذروا عاقبة الغضب و الانفعالات و ان يتريثوا قبل الاقدام على اتخاذ القرار الخطير بالعشاء كل ليلة بالكسكس بلحم الخرفان و الدهن الحر.