أن يخصص يوم عالمي لمكافحة الرق، فهذه عادة محمودة لكن ينبغي على الضمير العالمي أن يعرف أن شمس الشتاء تجلب الضوء ولا تجلب الدفء. فهؤلاء الأرقاء الذين مازالوا يتشحطون في شتي أشكال الاستعباد والقهر ليسوا بحاجة إلى الدعم المعنوي فقط من قبل الضمير العالمي الذي يمتلك الكثير
من وسائل الضغط، وبمقدوره أن يمارسها ضد ممارسي هذه الأفعال المشينة، والتي مازالت منتشر و بشكل مخجل في موريتانيا رغم و جود الحركات و المنظمات المدافعة عن حقوق العبيد ومنها رأس الحربة حركة" الحر" التاريخية التي شكلت رافدا حقوقيا و سياسيا للشريحة الحراطين واحتضنت مطالبهم والتي كان من أبرزها تطبيق العدالة و التوزيع العادل للثروة.بيد أن بعض الذين كانوا في مقدمة الصفوف كان النضال بالنسبة لهم فعلا عابرا أو من أجل أغراض أخرى، حيث وصل الأمر بهم إلى حد التعاطف مع الجلاد.
أما الفئة الأخرى فمازالت على العهد رغم التحديات الجسام و غياب الدعم الحقيقي من قبل الهيئات و المؤسسات المتبجحة بالدفاع عن حقوق الإنسان و التي تصدق فيها مقولة الشاعر,الألماني "شيلر" وهي أن (العدالة موجود على المنابر فقط) و في الأخير لا بد من تفعيل النضال و جعله مرنا و قادرا على التكيف.مع كل المستجدات و لن يتأتي ذالك إلا إذا عولنا على الأجيال الشابة و التي بمقدورها أن تضيف الجديد.
فبأي منطق يدافع بعض المناضلين في الخارج عن حقوق هؤلاء العبيد و العبيد السابقين في الوقت الذي لم يتبرعوا بإحدى الجوائز التي حصلوا عليها للسكان (آدواب و أحياء الصفيح) من أجل أن يأخذ نضالهم قدرا من المصداقية عند هؤلاء الضحايا؟