أهوعيد إستقلال أم تجديد إسترقاق؟! / الزبير سيدي محمد التيشيتي

altفي هذا اليوم العظيم بالنسبة للموريتانيين والذي يذكرهم بقيام دولتهم أو إنتشائها على رمال مترامية الأطراف في منكب قصي من المعمورة أجل في يومهم هذا وفي مكانهم ذلك الذي لم يبتعدوا عنه كثيرا والذي يعيد بمخيلتهم إلى مضارب الخيام تلك وإلى ذلك الوادي غير ذي زرع الذي يحدوهم من كل صوب وبالخصوص أول خيمة أقيم من تحتها إجتماع وزاري للدولة ذات المخاض العسير ...

تتعاقب السنين وتتوالى الأحداث ويستمر الثناء على حكومات عدة كل همها أن تجعل المواطن المقهور المغلوب على أمره يرزخ تحت رحمتها ويإن تحت يدها التي تبطش به أنى ولى وجهه دون خوف أو وجل كأنه خلق ليذل من طرف هذا العسكري ذو البزة التي بسوادها وبماضيها المظلم المجسد في التدمير الممنهج والمبرمج في سبيل أن تظل البلاد محافظة على مرتبة متأخرة رغم خيراتها الوافرة وقلة شعبها. تمر سنين عديدة على إرساء الدولة المجوفة من كيانها والمتسمة بحظها الضئيل من حق المواطنة المفقودة أو بالأحرى المواطنة الصالحة أهي إكراهات الحاضر أم هي دعوة أجداد ساخطين ؟ في يومهم الوطني 53 ومن قبله عيد قواتهم المسلحة والذي ربما يذكرهم بأنهم مازالوا متخلفين فكريا ومع كل ذلك لاتفوت فئة من المورريتانيين أي فرصة في الإصطفاف والتجمهر أنى سنحت الظروف فكلما تمعنت في أولئك الرجال والنساء الذين رصوا صفوفهم يتضح لك من على قسمات وجوههم الشاحبة أنهم مثكلون بالهموم ولكن رغم كل ذلك لازالت البسمة تتسلل نحوهم علها ترتسم على محياهم فينعكس بريقها على عيونهم التي ترمق بلهفة مرور عرض عسكري فتزدحم الشوارع على إثره وتعج الحركة فقط من أجل أن يمر ذلك العرض الباهت فتغص في حلقك كلمات لا كلمة واحدة تهم بالبوح بها كلما شاهدت ذلك العسكري وبزته التي يرى أنه قد يبلغ من خلالها عنان السماء أو يناطح النجوم اللوامع بنياشينه التي تقف حائرة على صدره . هي إذا 53 عاما من التخلف بأنواعه المختلفة , 53 عاما من الجهل , 53 عاما من الفقر, 53 عاما من نهب المال العام ,53 عاما من غياب القيادة الحكيمة , 53 عاما من إفساد التعليم , 53 عاما من ضعف الرواتب ,53 عاما من غلاء الأسعار , 53 عاما من حكم العسكر , 53 عاما من الهيمنة العسكرية , 53 عاما من الوقوف في المربع الأول, 53 عاما من وأد الطموحات , 53 عاما من إجهاض الأحلام , 53 عاما من ضعف الناتج المحلي , 53 عاما من العيش في المستنقعات , 53 عاما من فقدان البنى التحتية , 53 عاما من غياب الصرف الصحي , 53 عاما من إنعدام المستوى المعيشي اللائق , 53 عاما من التدشينات المموهة , 53 عاما من إتساع الطبقة المسحوقة , 53 عاما من التملق والنفاق للسلطة , 53 عاما من التصفيق المصاحب للتطبيل والتزمير للحاكم العام للبلاد , 53 عاما من الألم والحسرة فأي لعنة كهذه الثلاثة والخمسون عاما ؟؟؟

بعد خمسون عاما ونيف لاتزال موريتانيا هي ذاتها بوجهها الذي فقد رونق الشباب دون أي إنجازات تذكر فحين تتسارع الخطى نحو التقدم والإرتقاء بالأمم تغيب عنك موريتانيا أو تغيب لتخلفها عن ركب الحضارة المعاصرة بفضل تعاقب المفسدين على مقاليد الحكم فيها ... فإلى متى ستظل موريتانيا كعكة يتكالب أكلة المال العام على إقتسامها في مابينهم...إلى متى تبقى أحوال موريتانيا تتقوقع في مربعها الأول ... إلى متى يخيم الجهل على هذه البلاد ؟ أم إننا سنظل نتحسر فقط دون أدنى حركة ونردد بحرقة إلى متى إلى متى...؟؟؟

[email protected]

1. ديسمبر 2013 - 22:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا