لا لسنا طبيعيين ,عندما تشل حركتنا وتعاملنا مع بعض البعض , خوفا او نقصا في الثقة , لا لسنا بخير عندما يسهر شيخ معاق في كوخه جائعا وسكان القصر يسكبون الشراب ويترامون بالطعام رغم أن سيده كان يرتل :وأما من أعطى....!! لا ليس الموريتانيون بخير عندما تخشى عجوز ضريرة من خروج ابنتها الوحيدة لتحضر الملح من الدكان المجاور !
لكن لماذا لا نحاول مناقشة هذه الحالة بالتحليل والاضاءة . مظاهر التخبط
الاسباب
ان مظاهر التخبط والانحراف نور على علم في موريتانيا فالجرائم من اغتصاب وسرقة وعدم مسؤولية تدل كلها على أن مجتمعنا ليس بخير
فالمجتمع السليم هو ما وافقت افعاله اقواله وانسجمت أعماله مع قيمه ولا شك أن هذا ينقصنا ، نحن مسلمون وطائفيون وجهويون رغم ان الاسلام يجمعنا ويلزمنا بان تكون أخوته سابقة على الدم ،نعيب الكفار ونلبس ملابسهم ونقتني آلاتهم ولا تشيع موضة قبل أن يروج لها لاعب أو فنان ، نذم الكبر ونتفاخر بالسيارات الفاخرة والملابس الانيقة ، اننا لا نأخذ من الموز الا قشرته ،
دعاتنا عابدون سائحون وأينما حل الظلام يتزوجون ينجبون الأطفال ويكفلون النساء وبعد ميلاد أول طفل ينسحبون الى فريسة أخرى تاركين تربيت ابنائهم لشيخ في السبعين ثم يذ مون زواج المتعة على منبر الجمعة ، ومثقفونا في كل سرب مغردون و لكل رئيس هاتفون , يدعون للحرية ويهاجمون بعضهم البعض يدعون للمسؤولية ويتسكعون في الشوارع ليحضرون للعمل بعد نصف ساعة من الدوام!!!
نحارب الفن ونقتل المهارة , لا أحد يرعى هذه البلاد أو يرعى فيها حق الله أو حق الاستثمار وحفظ رأس المال !
ان هذه المشاكل لا يمكن ان تسند للدولة وحدها كما لا يمكن ان نبرأها منها كونها المسؤولة عن التنمية منذ 53سنة وهو وقت كافي لتنمية مجتمع بدوي مسالم لديه مرجعية اسلامية تحثه على طاعة الحكام ، انها ناتجة عن تشابك عدة مسائل من أهمها:
العادات البدائية اللتي تزاحم الا سلام من مخلفات بربرية وافريقية وجاهلية حيث بقت في الوجدان يحفظها الشعر ، كما أن الثقافة الوافدة اسعرت واصلت نار العادات اذ شكلت عود ثقاب بث فيها حياة جديدة من اذ آليات الفخر اصبحت بيد الجميع كما أن التلفزيون كون ثقافة أخرى لديها تابعوها , وكل هذه المشاكل سببتها غياب الارادة السياسية وتخبط الخطط التنموية وفوضويتها العائدة الى عدم الاستقرار السياسي كعدم وجود خط سياسي ملتزم يحكم البلاد
لذالك فالطريق السالك لحل هذه المشاكل هو حشد الاعلام والتعليم في تغيير العقليات بخطة ترعاها ارادة سياسية مستقرة وملتزمة بخطة حزبية فان لم يتوفر ذالك فقد نظل كما نحن والمشاكل تتراكم كجسم مريض تكالبت عليه الجراثيم من كل جانب فلا هو ميت ولا هو حي