المحترقون... (رد) / د. علي ولد محفوظ

altشكرا لكم ... بدا أن التحامل المشحون بألفاظ البذاءة والقاموس (السوقي) - هذه المرة - لم يزدد إلا غليانا... وحق لدماغ لامس حرارة الحق أن يغلي،...وإنما هو الحق يدمغ الباطل حرقا أو صعقا فإذا هو زاهق...

سأضرب صفحا عن ارتباك العبارات وهلهلة الأسلوب و(الحمية العمياء) والجاهلية الجهلاء وما جرى مجرى ذلك من العيوب... ولست محاسبا لهم على رقي الخطاب ولا معاتبا لهم على لغة الأسواق و(...) .

كل الرد كسابقه لا جديد فيه لا مبنى ولا معنى... سب يلد شتما. شتم  يبيض ظن سوء. ظن سوء  يفرخ زورا ليستحيل غرورا... أوهام تتكاثر في مستنقع الظنون...عجز عن الرقي إلى درجة الأسلوب المتعقل... وإن كان التظاهر به غير خاف... أركز على المضامين ...

أي عقل احترموه إذ خاطبوه بمثل هذه التناقضات... حدث ولا حرج ... تظاهر بتعظيم العلم والعلماء وحمية (نرجو أن لا تكون جاهلية) تختتم بالوقوع في العلماء ... والمنكب البرزخي أطلقه علماؤنا العظماء قبل ما يقارب مائتي سنة...رحم الله علم التاريخ وسعة الثقافة... اقتحام لما لم يدر...تعلم...لا لوم على المحترقين ...

زعم مطالبة المنسقية بنصيب وافر، لا يتصور في ظل (المقاطعة) الظاهرة...كيف يجتمع النقيضان؟ أصوتا بدون مشاركة ...؟ الرحمة للتزوير ...!!

وثالثة الأثافي دعوى الإمام مالك... ومن أين لكم مالك...؟! لا علم مالك حفظتم ولا فقهه عرفتم... لو كان ما تظهرون عن مالك صادقا لما تهجمتم على المراكز والجمعيات العلمية والتربوية التي هي أكبر معاقل حفظ فقه مالك وتدريسه (الحاجة للفقه ماسة)... تأتآت عفا عليها الزمن تمجها الألسنة المبتذلة منذ عهد النظام البائد...الذي يبدو أنكم - مع الأسف - بعض مخلفاته...

أما قصة (الاستيراد والتصدير) ففقه الإمام مالك ليس محليا...تعلم ذلك...!

أما الفهم والوهم الذي تكرر فأنتم أيها الفاضل به أولى وحظكم منه لا يبارى، فأفكاركم (المتقطعة) ترجمان للحكم...أوهام لم يحسن التعبير عنها...

أما ظلمك للإخوان المسلمين ورميهم بالفساد وانحيازك للظلمة والقتلة فهو من تجليات سنة الله الكونية التي لا تتبدل ولا تتحول في صراع المصلحين مع الطغاة وأعوانهم من فرعون: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)...إلى طغاة عصرنا اليوم...

وكفاكم رفعة وسموا أن تخندقتم مع الطغاة وصرتم لسانهم الصادق وحبرهم الناطق...

وأما تظاهركم بالدفاع عن الفقراء فطلاء جفاء جركم إليه الاحتراق وإن شئت فقل الاحتراف... ثم إن الفقراء والأغنياء – لو سئلوا- عن المؤسسات التي أسأتم القول فيها لذكروا لهما من الفضل ما لا يعلم به الفاضل... وأعتقد أن نزولكم إلى الميدان يتسم بالندرة ، فلو نزلتم وسألتم قبل أن تكتبوا لقل الخلاف إن كان الحق مطلوبا، لكن يكفي أن نحتكم لهذه الآية:

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).

وللمؤسسات المذكورة ظلما أن ينشد لسان حالها قول ابن الجهم:

بــــــــــلاء ليس يعدله بلاء *** عداوة غير ذي خلق وديــــن

يبيحك منه عرضا لم يصنه ***ويرتع منك في عرض مصون

أيها السيد النبيل - وأنت قلق على ما يبدو من المشروع الحضاري الإسلامي للأمة - وأعد للمعركة لبوسها، تتغنون بالمحلية والوطنية كأنها على حساب الأمة الجسد، أعرني أيها الأعشى:

كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

رفقا بنفسك أيها الفاضل الكامل...

لقد سلك هذا السبيل المعوج قبلك ملأ...فتأمل كيف كانت المثلات...

أكتب هذا مع أنني أقرر أن الأولى صيانة الوقت والعرض لكن لا محيد عن بيان الحق ... وإن عدتم عدنا... ... 

7. ديسمبر 2013 - 20:10

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا