الزواج يعني الارتقاء بالعلاقة بين رجل وامرأة من مستوى العواطف المتقلبة إلى درجة العقد المبني على نظام الحقوق المحكوم بقواعد دينية وأخلاقية وقانونية مجردة عن عواطف الزوجين المتقلبة.
وتلك القواعد وضعت كي تضمن حقوق الأطفال الغياب وقت إبرام ذلك العقد الذي له تأثير كبير على حقوقهم ومصيرهم، والذي يضمن أيضا احترام كل طرف لحقوق الآخر وحدود مسافته منه.
وعليه فإن السبب الأول لفشل العلاقات الزوجية هو التراجع عن ماوصلت إليه من تطور والعودة بها إلى ماكان ممكنا قبل الزواج من إمكان تحكيم الهوى.
الزواج يرتفع بالعلاقة بينهما إلى مستوى يتم فيه تحكيم قواعد الدين والأخلاق والقانون لا تحكيم الهوى المتقلب.
عبادة الهوى هي الكارثة التي تعصف دائما بالعلاقات الزوجية خلافا لمايظن كثيرون !!
تعلمون أن بيت الزوجية ماهو إلا مؤسسة يرأسها الزوج الذي يديرها بمساعدة الزوجة التي لها مسؤوليات.
وعليه لابد لسير المؤسسة المذكورة من قواعد تحكم عملها ، وتلك القواعد هي التي تحميها من عواصف العواطف المتقلبة.
فهل يمكن لشخص مهما كان إنشاء أخلاق خاصة به أو دين أو قانون خاص به وتبعا لهواهم ثم يسعى إلى فرضه على شريك واحد له في الحياة ؟
الأسرة هي أساس المجتمع الذي يتكون منه أهم أركان الدولة ألا وهو الشعب، وعليه لا ينبغي أن يتركها القانون نهبا للعواطف.
إذن من يسعى إلى فرض هواه على شريكه بعد إبرام العلاقة الزوجية هو سبب الفشل الأسري والمجتمعي.
المؤسف أن المسلسلات والأغاني ومايشوش به دعاة الفوضوية من وساوس عبر وسائل الاعلام والتواصل كلها تدعو إلى تحكيم العواطف كبديل للدين والأخلاق ونظم الحقوق، وتلك لعمري هي الكارثة وبيت الداء.
المحامي محمد سدينا ولد الشيخ