أنا... وتواصل / عبد الله ولد محمد الحسن

altيبدو أن الساحة السياسية في البلد هذه الأيام تعج بالكثير من الهرج والمرج، يعم الجميع حتى ممن ينئ بنفسه عنها ، ولا يخفى على المتتبع اليوم أن هذه الساحة المريضة والتي لا يبدو أن علاجها يلوح في الأفق القريب تشوهها فوق المرض

الكثير من الإرهاصات العرجاء والمخلة بكل المعطيات الطبيعية سواءا على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو القانوني... ولن أرهق كاهلك عزيز القارئ بالحديث عن ساحة يئست منها ، ويزعجه ما يدور فيها بشكل كبير عموما أنا وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" لا توجد بيننا خلافات شخصية ولا مشاكل ذاتية تماما كما هو حالي مع مختلف الأحزاب السياسية في البلد، سواء كانت في صف ( المعارضات ) أو الموالات، صحيح أنني في يوم من الأيام وبقرار شخصي بعيد عن أي ملاءات من خارج الذات قررت العمل والانضمام تحت لواء الحزب قادما من الحركة النضالية والفترة الحقيقية للعمل السياسية الجاد "الإصلاحيين الوسطيين" . لكنني يوم رأيت الطريق يختلف عن ما عهدته والنهج ينحرف قررت الانسحاب بصمت، لأنه لا شيء يجمعني مع أي جهة سياسية سوى المصلحة العليا لبلد يتجذر في حبه حد العشق والجنون، ومع ذلك فإني لا أنكر حدا كبيرا من الاحترام والتقدير للعديد من قادة الحزب وإخوتي في النضال وأعزائي الذين أتقاطع معهم في الكثير من الأفكار والطرح والطموح والرؤى، مثل ما هو حالي مع الكثيرين من شباب بلدي وحتى من غير الشباب الذين جمعتني وتجمعني بهم مواقف ومناسبات متعددة . عموما كان قرار التخلي عن العمل السياسي حق شخصي وقرارا ذاتيا كما كانت العودة لها من جديد تحت أي لواء سياسي قرارا شخصيا، وفي كلت الحالتين يبقى البحث عن المصلحة العليا لموريتانيا هو الملك الوحيد الذي ارفع تاجه على رأسي عاليا. قد لا يؤثر غيابي عن العمل السياسي من وجهة نظر البعض كثيرا، لكنه يجعلني احترم ذاتي باتخاذ قرارات شخصية تنطلق من القناعة الذاتية وتصب في حب وطن يتيه بحثا عن الذات المفقودة ورح وطنية شبه الغائبة في رجال العسكر والسياسية. اليوم أنا موقع في نداء 4 دجمبر في محاولة لرص صفوف المعارضة الموريتانية، على الأقل لتصح تسميتها معارضة سياسية بمختل أطيافها وحتى تكون كتلة قوية قادرة على أن تحصل على الحكم لا أحزاب قبائل ورجال يتصارعون كما يتصارع أصحاب شركات الاتصال على نهب أموال الشعب والتخلي عنه في أحلك الأوقات وجعل المصلحة الشخصية والحزبية فوق مصلحة الوطن  وهي كغيرها تجربة شبابية هادفة وطموحة ولها ما يبررها ما الناحيتين السياسية والظرفية الزمنية.  

 

عبد الله ولد محمد الحسن ولد أمانة الله

كاتب صحفي

15. ديسمبر 2013 - 16:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا