ألا سحقا للمحتالين.. / سيد محمد ولد أحمد

 سيد محمد ولد احمدصدق من قال بأن مجتمعنا يشبه الخيمة، مفتحة من كل الجوانب، يدخلها من شاء من حيث شاء، والدنيا عندنا سيبة بلا انضباط؟

من أبغض الأمور إلي قلبي قلة الأمانة، والعشوائية في الأمور، وعدم التدقيق فيها، وتلك الآخطاء التي نرتكب جميعا بسبب البراءة والسذاجة والخيمة المفتوحة التي تقودنا إلى اللامبالاة، ودفع الثمن غاليا أحيانا..

وآخر أخطائي (وما أكثرها للأسف) بيع سيارة مقرب مني غير حاضر، أوصاني بالبحث له عن مشتري.. تم كل شيء قبيل الغروب وبعجالة لأن المشتري مسافر في نفس الليلة، وسمسارنا الذي يعمل في المجال (المفروض أن يكون لديه من الخبرة ما يحمينا) ليس إلا أحد قاطني الخيمة المفتوحة من سذج وطيبين..

تمت البيعة في الظلام وبدون موثق ولا شرطة، فقط شاهدين وأستلم المشتري السيارة وتسلمنا المبلغ المتواضع، ثم تفرقنا، وبعد ذلك بساعة اتصل بي سمسار المشتري ليسأل عن أوراق السيارة؟؟ فأخبرته بأنه أخذها أمامي ووضعها أمام المقود، فقال إنه سيبحث، ولم يتصل حتى الآن، بعد مرور أكثر من 15 ساعة!

والأهم أنني أنا الكاره للعجلة في الأمور، ولعدم التوثيق التام، وللأمور المشبوهة، وقعت في مصيدة الخيمة المفتوحة، تلك السذاجة التي قد يربح منها البعض في أجواء الصفاء النقاء، لكنها في نفس الوقت قد تكون سببا في إفلاس الكثيرين، خصوصا في ظل هذه المدنية العرجاء، وأجوائها الملبدة بشياطين الإنس الجائعة التي تلتهم كل شيء حتى بنات الناس..

فلا تبع ولا تشتري إلا بتوثيق تام لا يمكن اختراقه، وأحذر من العجلة، وممن هو مستعجل في الأمور الجدية، فهو في الغالب مريب. وادع معي أن يجعل الله عز وجل كيد المحتالين في نحورهم..

عجبا لتلك الدواب الآدمية التي تستعجل رزقها بالطرق الملتوية غير عابئة بما ينتظرها من عذاب شديد!

أمن أجل عمر قصير في دنيا من الهموم والآكدار، وبلع "لأمبور صوص" والمواد المعلبة االعفنة، والزيجات الأنانيىة الفاشلة، يخون الخائن، ويسرق المحتال، ويغش اللئيم؟

ألا تبا للخبث وأهله البؤساء.. ألا يعرف أولئك الملاعين أن رزقهم في الدنيا قد كتب مذ كانوا في بطون أمهاتهم؟ وأن الحركات الشيطانية مجرد استعجال لما سيحصلون عليه بالحلال إن صبروا؟

لن تموت نفس إلا بعد أن تستوفي ما كتب لها من أيام وأواق، فلم العجلة؟

من كتب له مليون أوقية في عمره القصير لن يزيد عليه بأوقية واحدة، وإن انقلب إلى عفريت مهرود..

وما يجنيه المرء من الحرام لا يسمى رزقا بل هو عبء وثقل سيثقل كاهله يوم الحساب إن لم يفعل في هذه الدنيا البائسة إن كانت بعيدا عن الصراط المستقيم..

 

خاطرة بقلم: سيد محمد ولد أحمد

[email protected]

17. ديسمبر 2013 - 16:18

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا