المعارضة المقاطعة "الخطر القادم" / سعدبوه ولد اشقيق

altإن أخطر ما يمكن أن يرتكبه أي سياسي, هو الاعتقاد بأنه يستطيع أن يرقص وحيداً مع حزبه أو جماعته من دون اللجوء إلى نتائج صناديق الاقتراع, وأن يصنف أي منتقد كعدو, وأي معارض بالخائن. فالديمقراطية تفترض الاستماع والتحاور والإصغاء بعمق وتصحيح الأخطاء.

لقد كان وجود منسقية للمعارضة عنواناً لمحاولة حل الأزمات , بدلاً من أن يتحول وجودهم إلى مصدر للأزمات من خلال المعارضة المقاطعة, والخطر الأكبر هو احتمال ارتكاب الاخيرة خطأ فادحا بتفضيل المواجهة بالحشود والتجمهر على اللجوء إلى صناديق الاقتراع و التسليم بالخسارة مهما كانت قسوتها.

يمكن القول إن المعارضة المقاطعة ارتكبت سلسلة من الأخطاء لعل من أبرزها عدم خوضها للانتخابات, بغية الحفاظ على زعامتها للمعارضة و على لحمتها, في المقابل كان بالأحرى على المعارضة المقاطعة  أن تتذكر أن أنصارها هم جزء من الشعب, وأن عليها التحدث إليهم ومحاولة تبديد مخاوفهم وفتح أبواب المشاركة أمامهم, على رغم مناخات المواجهة الحالية.

ان عدم نجاح حملة المقاطعة يرجع الفضل فيه لعدم وعيهم بوجاهة القرار الذي اتخذوه، وعدم تحملهم للمسؤولية التي تمليها الظروف الحساسة التي كانت تمر بها البلاد ,وعلى الرغم من ذلك كله تم اجراء انتخابات اطمئن الجميع لها و رأى كل من شارك فيها ذاته.
فكل المؤشرات تدل على تقبل الجميع لنتائج الجولة الأولى من الانتخابات على الرغم من الطعون  التي تقدم بها بعض المشاركين من موالاة ومعارضة.

ان حقيقة التوقيت الذي اختارته المعارضة المقاطعة لحشد مناصريها يعتبر بمثابة – صب الزيت على النار – وتعدٍ بشكل صارخ على الحقوق الأساسية للمواطنين، بما فيها حق اختيار ممثليهم .

على المعارضة المقاطعة ان تعلم ان السبيل الوحيد الذي قد تأمل به في استعادة القبول كلاعب ديمقراطي مشروع, لن يكون إلا من خلال صناديق الاقتراع .

فلن ولم تتمكن المعارضة المقاطعة من إقناع آلاف المواطنين بالتدفق إلى الميادين والشوارع لرفض انتخابات شاركوا فيها بنسبة زادة على 75%.

أخيراً : على جميع الأحزاب السياسية مهما كانت "كبيرة أم صغيرة ،،قوية أم ضعيفة ،،،وخاصة المقاطعة منها أن يعلموا أنه يوجد " مصطلح وحيد فقط " و " خط أحمر وحيد فقط " يجب على الجميع بذل كل الجهود والسعي الجدي لتبنيه وتطبيقه وتنفيذه بمصداقية مطلقة ونوايا حسنه يمكن أن ينقذ المواطنين، ويحميهم من الفتن والحروب والدمار.. هو " القانون والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها ". 

18. ديسمبر 2013 - 7:40

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا