سيدي الرئيس: لا تكلنا على " إسحاق" ولا تكله علينا.. / الشيخ المهدي النجاشي

altلن تكون حروفي  هذه المرة عادية جدا,و لن تكون بقسماتها المألوفة كالعادة , فهي ومضة من الألم والأمل , هي أحزان عميقة وجراح نازفة هي خناجر قلوب تنزف و قصة تيه وضياع في دنيا تكره الكلمة وترفض الحقيقة ..

ربما كانت مشاركتي في  قافلة المستضعفين _ الصحفيين _ لتحرير قيود سندباد كسر قيود التبعية  وحلق  حيث يريد الحرية كانت كافية بأن اكتشف  أن اختيار مكان الانطلاقة  كان خاطئا بل 

مخطئا  حين أوهمنا انه لحقوق الإنسان ; في حين لا مكان فيه للإنسان ..

وربما تجيشه لأفراده  كان رسالة واضحة علينا فهمها سلفا , فأي سراح نبحث عنه ؟..ونحن المخطوفون منذ الأزل.. و المقهورين منذ الأبد.. ساذجون نحن سيدي الرئيس..وواهمون حد الخجل..

عفوا سيدي الرئيس:

 فتلك مجردة صورة خاطفة مرت بشريط الذاكرة ونحن " معشر المخطوفين " نسير باتجاه قصرك ,طبعا  لا عن طريق شوط أول ولا عن وليده الثاني , فنحن معشر  " الصحافة " لا نصل  القصر ، إلا  ونبكي أسيرا  أو مخطوفا أو مفقودا هكذا علمتنا الأقدار وهكذا شيئنا .. وهكذا أريد لنا..

عفوا سيدي الرئيس:

فنحن معشر " الصحافة " لا نأتي إلا في ذيل المرتبة , ولا نحضر إلا بجراح مثخنة , ومآسي مبكية, فكيف لمخطوف سيدي الرئيس  أن يحرر مخطوف؟ وكيف لأسير  التبعية أن يحرر رهين  القضية ..

فالبون شاسع  سيدي الرئيس بين من يقرع الطبول  ومن يضرج أبواب الحرية , بين من يصنع الثورة ومن يـقتات على الثورة , فنحن " معشر الصحافة " لا نسير  معا إلا على أحزاننا ,ولا نجتمع  سويا إلا على يأسنا فلا تكل " إسحاق "  علينا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به  فنحن  " امة " يغتالها اليأس و يمخرها التملق ويسكنها الإحباط وتشتتها المصالح ألف مرة وتلعنها الصراعات ألف مرة فلا تكلنا على " إسحاق "  ولا تكله علينا ,  فنحن " امة " لا تحرر ولا تتحرر ولا تحرر..  غاضب علينا الزمن وغاضبون على أنفسنا إلى الأبد..

سيدي الرئيس:

مشينا ومشت  بجوارنا الأحزان والجراح وكنا وكان الطريق طليق باتجاه قصرك , لكننا لم نكن طلقاء, فنحن المأسورين منذ تناحرنا وتخاصمنا وتباغضنا , بل منذ تفرقنا وتشتتنا وتناثرنا على خريطة جسم ممزق , فلم نكن سوى جسد تنهشه ديدان " الدخلاء " و"الجهلاء " و" العملاء " والبشمركة " وكل الأجسام الغريبة..

 فكيف لنا أن نحرر مفقود نا ؟  ونحن الذين ما توقفنا عن النشر ولا حجبنا البث ولا توقفنا ’  لنكتب ونصرخ ونطالب ونحتج من اجل  " إسحاق " ف " إسحاق " سيدي الرئيس ليس مختطفا عاديا بل هو  مخطوف  وطن يحزن , وصحافة تحتضر , وأم حزينة   , و حفيد  يدمع , فلا تكل " إسحاق "  علينا  سيدي الرئيس ولا تكلنا  عليه .

راجلون نحن وان كان  بخجل , فكل الأماميين والخلفيين والهامشين  منا  خطفوا من قبل  واسروا من بعد , وحتى هتافاتنا كانت أسيرة,  فقليلون جدا من عزموا النداء  ورفعوا الشعار وكرروا المطالب كعناقهم للصور , لأننا " معشر "  خطفته  الانتماءات والمصالح و الوجهاء والقبائل والعساكر..

  قليلون جدا من يؤمنوا بالتوحد والزمالة و التآزر  والنضال , فكانوا جميعا خدما تحت الطلب,  فأيهم سيثور ,وأيهم سيصل فلا تحزني يا أماه فعند باب القصر ينتهي المشهد حيث المخطوف يرمي جلبابه المصطنع بأخر مبتذل, وفي انتظار رسول  القصر الذي ما حضر, لا تحزني يا أماه ,  فنحن " معشر "  يحتقر ..يحتقر ..يحتقر ...

سيدي الرئيس:

لا تكل " إسحاق " علينا ولا تكلنا عليه ,فعند باب قصرك انتهى بنا المطاف ,فوقفنا وصابرنا  وانتظرنا فهل أتوك بنبئنا ونحن نحكي لهم تحت الشجرة أقالوا لك أن " إسحاق "  منا بربك  سيدي الرئيس  لا تضيع " إسحاق  " ولا تضيعنا " لإسحاق "  فنحن غارقون في اختطافنا منذ وجدنا , وواهمون حين نفكر في إطلاق سراحنا و سراحه , ونحن الذين ما توحدنا ولا تحررنا ولا زال الاختطاف فينا, بربك سيدي الرئيس لا تضيع " إسحاق " ولا تضيعنا فيه فلا تدمع " أما " مفجعة,  ولا حقلا مكرها  لا يعرف للحرية طريقا ولا للصفاء مسلكا إلا  من كان منه  مسؤولا

20. ديسمبر 2013 - 17:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا