الطينطان ثمرة جهود ...وضريبة أخطاء / محمد المختار ولد ابيه

altلم يكن فوز حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) وخسارة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية (UPR) في مقاطعة الطينطان وليد صدفة ولا مخالفا للتوقعات، فبالمقارنة الموضوعية نكتشف أن الفرق شاسع في القوة بين الحزبين ،وذالك عائد _برأيي _للأسباب التالية:

1- على مستوى اختيار المرشحين تقدم حزب تواصل بالنائب السابق ورجل الأعمال المعروف سيد محمد ولد السييدي رفقة زميلة فاضل ولد محمد سعيد، هذا الأخير رغم انه لم يكن معروفا سياسيا إلا أنه استفاد من السمعة الطيبة والاحترام اللذان يحظى بهما ولد السييدي حتى في أوساط منافسيه، كما أن لولد السييدي إنجازات ملموسة في المقاطعة ، استطاع توظيفها في الدعاية الانتخابية.

في حين لم يوفق حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اختيار مرشحيه فزج بآخر عمدة في عهد ولد الطايع السيد محمد عبد الله ولد الطالب سيد أحمد،وسفير موريتانيا لدى الإمارات العربية المتحدة وشقيق النائب الأخير في عهد ولد الطايع السيد حميده ولد أحمد طالب ، وعلى الرغم من امتلاك ولد الطالب سيد احمد قاعدة انتخابية قوية إلا ان امتعاضها من سياسة الحزب في المقاطعة ووجود مرشح ثاني من نفس الأسرة تقريبا في الطرف الثاني (فاضل ولد محمد سعيد) كانا كفيلين بإضعاف الرجل سياسيا، أما السيد حميده  فهو - حسب العارفين به - شخص لا يمتلك علاقات تؤهله لخوض غمار السياسة، كما أن سياسة شقيقه في المقاطعه إبّان فترته نائبا عن المقاطعه رفقة الشيخ سيد أحمد ولد باب (والتي لم تنل رضى ساكنة المقاطعه )كانت كفيلة بالحكم عليه مسبقا فعلى رأي المثل الشعبي (الطير الّا من فركو) ولعل السيد حميده نفسه أدرك صعوبة المهمة فحاول الاعتماد على  السيناتور السابق رجل الأعمال حمود ولد اعبيدي كخلف له (على الرغم من فشل هذا الأخير  في الحفاظ على منصبه كشيخ عن المقاطعه خلال عملية التجديد الجزئي الماضية) غير ان  ولد اعبيدي كان برأي المراقبين أضعف بكثير مما توقعه الحزب.

2-  خلال السنوات الخمس الماضية أهمل حزب الإتحاد  من أجل الجمهورية مقاطعة الطينطان فلم ينظم فيها أي تظاهرات سياسية تذكر، ولم يستطع نشطاء الحزب من أبناء المقاطعه إقناع الحكومة في تقديم مشاريع تنموية للمقاطعة التي ظلت ممثلة في الحكومة منذ تنصيب محمد ولد عبد العزيز  رئيسا للجمهورية عام 2009 وحتى اليوم.

أما حزب تواصل فظل حاضرا في المقاطعه بمختلف الأنشطة ( الثقافية ، الدينية... ) حتى عندما كان يدعو لرحيل نظام ولد عبد العزيز رفقة أحزاب المنسقية الأخرى كانت وفوده تجوب المقاطعة  استعدادا  للمعركة الانتخابية ، كما لا يخفى على الكثيرين الدور الذي لعبه نواب مقاطعة الطينطان في الضغط على الحزب من أجل المشاركة في انتخابات قاطعتها بقية أحزاب منسقية المعارضة الديمقراطية.

3- على مستوى التعبئة والتحسيس اعتمد حزب تواصل على طاقم شبابي نشط واضعا تحت تصرفه مبالغ مالية تساعده في شراء ذمم المترددين  في انتخابات كان المال السياسي حاضرا فيها بقوّة ،إضافة الى امتلاك الحزب قاعدة سياسية متماسكة يستحيل اختراقها ، الأمر الذي سهل مهمته في المقاطعة.

مرشحوا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية لم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال  بالمواطنين فاقتصرت نشاطاتهم على مداخلات في المهرجانات لم تكن في غالبها موفقة ،ولم يكن لحملة الحزب  نشاط إعلامي يذكر، ولولا بعض الأطر ورجال الأعمال المنحدرين من المقاطعة الذين اوفدهم الحزب من نواكشوط لكانت الخسارة أشد قسوة.

الرسالة التي نتمنى ان يكون القائمون على حزب الإتحاد من أجل الجمهورية قد فهموها هي ان نتائج مقاطعة الطينطان كانت ثمرة جهود بذلها التواصليون وضريبة أخطاء إرتكبها  حزب الإتحاد من أجل الجمهورية.

 

26179770

[email protected]                                                                                                                                

22. ديسمبر 2013 - 19:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا