ساعات قبل إغلاق صناديق الاقتراع وبعيد إدلائه بصوته في جولة الإعادة من الانتخابات المحلية والتشريعية 2013، أظهر رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أنه ما زال يمسك بخيوط اللعبة من كل أطرافها بحق، مؤكدا أنه اللاعب الرئيسي على الساحة السياسية الوطنية عندما أعاد التذكير بأنه ما يزال على وعده بضرورة
تجديد الطبقة السياسية، هذا الوعد الذي تجسد في أن المنتخبين الجدد عكسوا تجديد الطبقة السياسية ـ حيث امتنعت الدولة عن التخندق داخل الموالاة ـ مما مكن العديد من الشخصيات الجديدة على المسرح السياسي من الولوج إلى المجلس التشريعي والمجالس المحلية ليتعزز بذلك التطور في الحياة السياسية في البلاد.
لقد أكدت تصريحات رئيس الجمهورية أنه فوق الشبهات، رغم الغمز من طرف العديد من الجهات حول ظهور مؤشرات على تراجعه عن وعوده خلال الانتخابات الرئاسية السالفة عندما تعهد للفقراء بتحسين أوضاعهم وللشباب المتعطش للتغير البناء بتجديد الطبقة السياسية وللجميع بالضرب بيد من حديد على الفساد والمفسدين.
إصرار رئيس الجمهورية ومن ورائه أغلبيته على رفع التحدي بتنظيم انتخابات محلية وتشريعية تأخر تنظيمها عن موعدها لأسباب موضوعية في بعضها ورغم العصي التي ما فتئ البعض يضعها في دواليب هذا المسار رفضا لتكريس ديمقراطية لا تستقيم إلا في ظل انتظام لهذه الانتخابات مقرونا بشفافية تمثل حجر الزاوية، هذا الإصرار أثبت جدوائيته ليخرج البلد من حالة لا دستورية أريد له أن يزل حبيسا لها .
إن خيار الحوار وما ترتب عليه من إصلاحات كبرى في الحياة السياسية الوطنية ذات الأثر البالغ في إعادة تشكيل الطبقة السياسية، محور العمل السياسي، كان رسالة واضحة يفترض أن تتلقى الرد الايجابي من طرف الجميع لكن الشعب الموريتاني المعنى بالدرجة الأولى أكد من جديد أنه الوحيد الذي استوعب الرسالة فكان رده واضحا بحضوره اللافت أمام مراكز التصويت مسقطا بذلك خيار المقعد الشاغر الذي يرفض أصحابه المشاركة في ترسيخ وتطوير ديمقراطيتنا الفتية متناسين أن هذا الطريق يبقى أصحابه حيارى ضمن دائرة مغلقة ويبعدهم عن إمكانية التأثير الفعلي في الحياة العامة.
الحقيقية التي لا مراء فيها أننا كمواطنين قطعنا الشك باليقين في أننا كنا قد راهنا على الفرس الرابح رغم الحملات الإعلامية المغرضة والاستغلال غير البريء لحوادث كانت في حقيقتها قضاء وقدرا أريد لها أن تكون محددا للسياسة العامة ومؤشرا على طريقة تسيير البلد فسقط بذلك وهم جثم على صدور ردحا من الزمن كما سقط اليوم رهان المقاطعة من خلال الإقبال المعتبر من طرف المواطنين على المشاركة في الانتخابات التي أكدت على تناغم سياسات رئيس الجمهورية مع الإرادة العامة للشعب الموريتاني.
الآن وقد تكشفت حقيقة المشهد السياسي الذي أريد له دوما أن يظهر بصفة المتأزم اعتقد أن خيار الإصلاح كسب جولة أخرى بتعزيز الطبقة السياسية بدماء جديدة لا محالة سينعكس أداءها على الوضع الاقتصادي في البلد دفعا بتنمية قطعت شوطا سيتعزز بعون الله خلال الايام القادمة لتكتمل بذلك وعود تحقق جلها وسيظهر قابل الأيام تحقق بقيتها حاملة بلادنا العزيزة إلى المكانة التي تناسب مواردها المعتبرة وفي انتقال سلسل يضمن رخاء أكبر لمواطن صبر وصابر في انتظار وعد صادق أثبتت الأيام أن مطلقه فوق الشبهات فطوبى لموريتانيا بأبناء بررة ألزموا أنفسهم بتغيير واقع مرير ما كان له أن يكون.