ما تبقى من شفاه ال"حسين"!! / الشيخ نوح

altلكم غواية التفاح و إغراء الكرز ونكهة الكافيار مضمخا بدخان السيكار الكوبي الفاخر حين تنطلق غيومه من بين الشفاه؛ كما تنطلق غيوم الموت من فوهة الطقس البارد لتلبد حياة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات الزرقاء!

لكم أن تنعموا بمدفأة تمتص حرارتها من رئات آلاف الجوعى والرافضين الذين يخاصرون الشارع كي يصنعوا لكم الخبز والضوء ويطرزوا قدرهم الحزين بألوان رحلتهم الطويلة نحو شواطئ ساطعة ترتاح عليها أعصاب أسئلتكم المتقدة على رمل من الإجابات المتناسلة كما تتناسل الطحالب على صدر مبدع يقسّط عمره كيما تعيشوا البذخ بالجملة..

لكم القوام الرشيق المتموج كقصيدة سوريالية ولكم الأجساد البضّة الناعمة كحرير خرافي ولجسدي ذئاب البرد التي تنهش من لحمه كما تنهش النار بستان زيتون على أديم أرض مقدسة حفرت دروبها خطى الأنبياء و زرعت أرواحُ شهداء الخلق في كل زاوية منها نخلة من دموع تتسامق كلما غازلها نزق العواصف القادمة من المجهول..

سأعير للشمس عيني كي تعريكم كل صباح وتذكركم باسم مر من هنا ذات شتاء لئيم و ترك بعض أصابعه ترسم آخر لوحة بلا لون ولا ضوء ولا رائحة غير الصمت كان يدعى محمد حسين بهنس علكم تستقيظون من سكرتكم الأبدية في مستنقعات الضياع باحثين عن فجر جديد و نور جديد يأكل من قلوب الأشقياء المبدعين و من ضمائر مَن كان قدرهم أن يكونوا وقودا للإنسانية في ليلها الطويل و أن يظلوا وقودا إلى أجل غير مسمى؛ قبل أن تفك الحياة عرى أرواحهم لتسلمها إلى غير رجعة للعالم الآخر لألحق بسميي الذي كان العطش معراجه للصعود بينما امتدت إلي سلالم البرودة المرصعة بذهب الجوع؛ ألم يقل أحد هؤلاء الأشقياء المحكوم عليهم بالتفكير والسطوع إن المثقف هو الضمير الشقي؟

23. ديسمبر 2013 - 22:23

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا