رفقا بقائمة رياض غير المعلنة حتى الساعة فالصحفيون في النهاية ليسوا ملائكة وقطاع الصحافة كغيره من القطاعات الأخرى يجوس فيه الصالح والطالح ولايمكن أبدا تصور الصحافة في موريتانيا كجزيرة من الفضيلة ملقاة وسط بحار من الفساد.
عرفت الصحافة في موريتانيا بالباب المفتوح أو المهنة التي يلجأ إليها كل من ضاقت في وجهه السبل فدأب مدراء المؤسسات الإعلامية العمومية على شحن ما قدروا على شحنه من أقاربهم ومعارفهم داخل هذه المؤسسات ولا معيار عندهم طبعا للموهبة أو الكفاءة و الشهادة" كاع أبعد".
في وقت سابق كان التفكير في الولوج إلى المهنة عار في نظر الكثيرين فالأمر من الناحية المادية غير مشجع كما أن المهنة لا تتمتع بسمعة جيدة وبالنسبة للكثيرين الصحفيون مجرد زمرة من المتملقين .
إلا وأنه وبعيدا عن كل الخدوش التي أصابت جسد الصحافة الموريتانية في ضوء المسلكيات المسيئة والدروب الملتوية نستطيع الحديث عن أسماء جادة تمكنت من صنع إحترام وتقدير لها بفضل مهنيتها العالية وعبرت عن تمسكها الشديد بالمنهج السليم لأي صحفي يسعى إلى القيام بمهامه على الوجه المطلوب .
بالعودة إلى قائمة رياض التي لاتزال حتى الساعة حبيسة أدراجه ولا يزال الرجل ممانعا فيما يبدو دون تقديمها للرأي العام رغم توارد المطالب له بذلك فإنه ليس مستبعدا أبدا وجود صحفيون ومؤسسات بالصيغة التي أشار إليها رياض خصوصا وأن المشاكل التي تواجه القطاع من ضعف في توزيع الصحف والإعلانات وعدم وجود قاعدة أساسية لممارسة المهنة وغياب التكوين وعدم وضوح الرؤية حول ماهو المطلوب من الصحفي وماهي رسالته ؟ كل ذلك وأكثر يمكن إعتباره رافدا للبحث عن الكسب بأي طريقة بواسطة الصحافة طبعا .
لا يحمل كلامي تبريرالمتعاطف ولا أفتش عن أعذارللخروج بأيسر الأحكام فأنا كالمنهمك وسط كومة عارينبعث منها دخان فضيحة ... فقط هي مجرد إشارات ومحاولة لتفسير الظاهرة التي باتت حديث الناس مع أن وجودها لم يكن يوما مستبعدا.
بدل أن يحول الصحفيون قنبلة رياض الكامنة إلى حلبة للصراعات وتبادل الإتهامات حري بهم إعتبار أن رياض قام بكتابة عمل أدبي يغوص من خلاله في واقع الصحافة في البلد وكتب على غلافه العبارة "أي تشابه بين شخصيات العمل وشخصيات من الواقع هو من محض الصدفة لاغير " وبذلك يريح الصحفيون رياض ويريحون أنفسهم ويجدون في الحدث فرصة للتصالح مع الذات ومناسبة هامة لإعادة النظر في واقعهم والوصول إلى فهم أكثر عمقا للدور والمهمة السامية التي تعتلي عواتقهم في سبيل النهوض بمجتمعاتهم وتقديم العون لها .
محمود الصيام [email protected]